عبر إلى قطاع غزة من معبر رفح البري بشمال سيناء، وفد من وزراء تونس برئاسة وزير خارجيتها، في زيارة ستستمر لساعات داخل القطاع، لحين عودتهم من المعبر مجددا، ومنه إلى تونس، للتضامن مع أهالي القطاع وإدانة الهجوم الإسرائيلي على غزة. وشهدت مدينة رفح المصرية الحدودية، ليلة أمس حتى فجر اليوم، حالة من التوتر والقلق نتيجة القصف الصهيوني المتواصل لقطاع غزة، خاصة المناطق الحدودية المتواجد فيها الأنفاق الأرضية المشتركة مع مصر. وأدى قصف المناطق الحدودية إلى تصدع المنازل المصرية المتواجدة على الحدود مباشرة، وأكد الأهالي أن آثار القصف الشديد على القطاع أثرت على منازل المناطق الحدودية المصرية حتى مدينة الشيخ زويد الواقعة غرب الحدود بنحو 10 كيلو مترات. وتسبب القصف الشديد للمناطق الحدودية إلى نزوح الأهالي المصريين من داخل منازلهم، خوفا من وقوع المنازل بعد تصدعها من شدة الانفجارات، وأوضح الأهالي أن الصواريخ المستخدمة في القصف تعمل على ارتجاج الأرض بشكل عنيف، فضلا عن تسريب بعض الروائح السامة والخانقة التي تؤثر على الأطفال. ورصدت "الوطن" تحرك الطائرات الصهيونية بشكل مكثف على المناطق الحدودية صباح اليوم، كما استهدفت مناطق حدودية بجوار معبر رفح البري مباشرة من الجانب الفلسطيني. واستهدفت الطائرات منطقة الأنفاق المشتركة بين مصر وقطاع غزة، حيث أكد الأهالي أن الطائرات قامت بغارة جوية شرسة فجر اليوم على الشريط الحدودي، ودمرت عددت من أنفاق يشتبه في قيامها بمد المقاومة الفلسطينية بأسلحة متطورة وحديثة بواسطة أهالي سيناء. وقال مصدر فلسطيني أن الاحتلال الصهيوني كثف من ضرباته واستهدافه لقطاع غزة بشكل ملحوظ بعد انتهاء زيارة رئيس الوزراء المصري إلى القطاع ، مباشرة. وواصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري أمام الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة ، وشهد المعبر اقبال من الفلسطينيين المتواجدين في مصر إلى العودة إلى قطاع غزة ، في حين شهدت اقبالا ضعيفا من القادمين من غزة إلى مصر فيما بعض الحالات التي تحتاج إلى العلاج. وقالت أم أحمد، فلسطينية تعالج في مستشفيات القاهرة، أنها عادت إلى غزة كي تكون بجانب أولادها وقريبة من بلادها، مؤكدة أنها قطعت فترة علاجها عندما سمعت القصف الشديد على القطاع، قائلة "أول ما سمعت أن غزة بتنضرب قلت لازم أرجع بلادي وأموت فيها". وأكدت أنها لا تخشى الموت وأن كافة أهالي غزة لا يخشون الموت ويدعمون أبناءهم للمقاومة في سبيل الله والوطن وتحرير القدس. وأضافت أم أحمد "بلادنا بتقصف والعالم ساكت والأطفال بيموتوا والكبار والنساء والكل بيعمل نفسه مش شايف الدم الفلسطيني"، "وأنا هدعم أولادي يحاربوا الصهاينة، واحنا هنظل طول عمرنا نقاوم ومش فارق معانا تخاذل العرب والمسلمين والعالم". وفي سياق متصل، وصل إلى مستشفى العريش العام مصابين فلسطينيين من قطاع غزة، للعلاج في المستشفيات المصرية بعد اكتفاء مستشفيات القطاع وامتلائها بالمصابين. وقال الدكتور سامي أنور، مدير مستشفى العريش العام، إن مستشفى العريش جاهزة لاستقبال المزيد من الحالات الفلسطينية بتعليمات مباشرة من وزير الصحة المصر، لدعم أهالي غزة ومساعدتهم للعلاج في المستشفيات المصرية. وقال أنور، إن الحالتين وصلتا إلى المستشفى بواسطة سيارات اسعاف مصرية مخصصة داخل معبر رفح لنقل الإصابات الفلسطينية، وأكد أنه تم تقديم كافة العلاجات اللازمة للحالتين ومن ثم تم نقلت إلى أحدى مستشفيات القاهرة لتكون مستشفى العريش مستعدة تماما لإستقبال أي حالات من غزة في الأوقات القادمة. وفي سياق آخر، أبدى أهالي المناطق الحدودية المصرية، قلقهم من التحليق المكثف للطائرات الصهيونية فوق الشريط الحدودي، مؤكدين أن الطائرات تخترق الأجواء المصرية. وأرجأت قبائل سيناء احتجاجاتها التي كان مقررا لها يوم 20 من الشهر الجاري، احتجاجا على تهميش الحكومة لسيناء. وقال إبراهيم المنيعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء المستقل، أن الأوضاع الحالية لا تتحمل أي تصعيد أو تطورات في الأحداث في سيناء، مؤكدا أن المظاهرات المقررة وموجة الاحتجاجات تأجلت إلى وقت غير مسمى بعد انتهاء أزمة غزة وتوقف الغارات الصهيونية الغاشمة، على حد قوله. وفي سياق مختلف، اندلعت بعض الاحتجاجات في مستشفى العريش العام، بعد مقتل مواطن من أهالي رفح على يد قوات الشرطة بمدينة العريش، في ساعات مبكرة من صباح اليوم، بعد رفضه التوقف في كمين أمني لقوات الشرطة وسط مدينة العريش، بسبب نسيانه الرخصة في المنزل، على حد قول أسرته. وقال مصدر أمني، أن سببب إطلاق الشرطة النار على المواطن المدعو "ح م س أبو حلو"، عدم توقفه عند كمين داخل مدينة العريش، مما أدى إلى قيام أفراد الشرطة بإطلاق النار عليه لتوقيفه، لافتا إلى إصابة المواطن بطلقين ناريين نقل على أثرهما إلى مستشفى العريش العام في حالة خطيرة للغاية، ولقى مصرعه ظهر اليوم، متأثرا بجراحه.