روى السائقون المصريون الذين تم احتجازهم على يد الميليشيات الليبية لمدة 20 يومًا شهاداتهم ل"الوطن"، حول وقائع تعرضهم للسرقة والبلطجة والإهانة، والتهديد بالسلاح، من قبل الميليشيات، ومنع الطعام والشراب عنهم، منذ اللحظات الأولى لاحتجازهم. وليد عبدالحميد، (سائق مقطورة من كفر الشيخ)، انطلق بمقطورته التي تحمل 75 طن أسمنت من مصنع العامرية بالإسكندرية في طريقه إلى مدينة طبرق الليبية، وظل في طريقه آمن حتى السلوم، إلا أنه بعد دخوله ليبيا يقول: "إتبهدلت من الليبيين اللي معاهم سلاح، لأنهم ثبتوني ومارسوا البلطجة على الطريق، وسرقوني وأخدوا مني كل الفلوس اللي كانت معايا." وأشار عبد الحميد إلى غياب الأمن تمامًا حتى وصوله إلى مدينة طبرق وهناك تم احتجازه في إجدابيا، وتم سحب جواز السفر منه، "رفضوا يدونا أي أكل أو شرب وحتى المية مفيش، وكنا بنتحايل عليهم نديهم فلوس يشتروا لنا زجاجة المياه الصغيرة ب4 و5 جنيه." مضيفًا أنهم منعوا حتى من النزول من سياراتهم بعد المغرب "واللي ينزل يضربوا عليه نار."، "كانوا يمنعونا من دخول دورات المياه حتى في الجبل ممنوع." ويكمل محمد عبدالحميد (سائق نقل) أنه لم يرى من قبل ما رآه في ليبيا "أنا رحت كل بلاد الدنيا بنقل بضاعة مشفتش أسوأ من ليبيا؛ معاملة سيئة وبلطجة، وتهديد بالسلاح، ويضربونا، وياخدوا فلوسنا فردة، وإحنا رايحين وإحنا راجعين ياخدوا مننا النولون حق النقلة اللي قبضانها من الليبيين، وإحنا كسواقين بنخبيها عشان بيسرقوها غصب عننا ويرفعوا علينا السلاح." وروى عبدالحميد وقائع البلطجة التي تمثلت في سحب الأموال من جيوبهم "كل شوية قافلين الطريق، وحاطين براميل، ويوقفونا معاهم سلاح ونسألهم في إيه يا جماعة، يردوا علينا إحنا بوليس يطلعوا ياخدوا أي حاجة معانا فلوس، جهاز أي شىء شغل عصابات." وأكد عبد الحميد أنه لن يعود مرة أخرى إلى ليبيا: "الواحد كل لما يرجع من ليبيا يقول مش هيرجع تاني وفعلًَا مش هنسافر ليبيا تاني؛ لأننا اتعرضنا للموت والجوع والضرب والإهانة وكل شىء فى آخر رحلة لينا."