«المصريون فى ليبيا مالهمش كرامة».. هكذا استقبل منفذ السلوم البرى على الحدود الغربية بمطروح السائقين العائدين من ليبيا بعد احتجازهم أربعة أيام من قِبل مسلحين، وتحدث السائقون فور وصولهم إلى الأراضى المصرية، مؤكدين تعرضهم للضرب والسب والإهانة والاحتجاز القسرى لمدة 4 أيام فى الجبل بواسطة ميليشيات مسلحة على طريق أجدابيا - طرابلس، وظلوا يهتفون عندما قابلتهم قيادات القوات المسلحة بالمنطقة الغربية العسكرية ومحافظ مطروح: «سيسى.. الجيش والشعب إيد واحدة». «الوطن» التقت السائقين المصريين داخل منفذ السلوم البرى وتحاورت معهم وسمعت منهم المعاناة التى تعرضوا لها خلال مدة احتجازهم بليبيا على مدار 4 أيام. فى البداية، يقول علاء إسماعيل محمد، 52 عاما، سائق، من مركز إدكو بالبحيرة: «قامت عناصر ليبية بإيقافنا يوم العيد الساعة 10 مساءً أثناء عودتى من طرابلس بعد تفريغ البضائع التى تحملها السيارة، وكانت الحمولة (بقوليات وعدس وفول وكراوية)». وتابع «إسماعيل»: «اعترض طريقى مسلحون فى أجدابيا وأخذوا الجوازات وانهالوا علينا بأقذع الألفاظ وقالوا هنعملكم هنا مقبرة وحجزونا هناك وقاموا بقطع شرايين أحد السائقين ب(السنكى) بسبب رفضه إعطاءهم جواز سفره، وكنا أكثر من 200 سواق ودخلونا فى الجبل بالسيارات 4 أيام وما حدش مننا بيقدر يتكلم ولما اتكلمنا ضربوا علينا نار تحت رجلينا وفى كباين السيارات». ويلتقط سعيد المطحنجى، سائق وصاحب الشاحنة رقم «4612 ق ف ر» قليوبية، طرف الحديث قائلاً: «الليبيين أوقفونا قبل أجدابيا ب10 كم ونزلوا العربيات الجبل وطلع علينا البلطجية بالليل خدوا فلوسنا بمعرفة الكمين الليبى، والسواق المصرى بينضرب ويتهان وما حدش بيحوش عننا، وهما هناك بيتعاملوا معانا على إن مالناش أى كرامة، رغم إننا بندخلهم مواد غذائية وبضائع، ورغم ذلك بيمدونا على رجلينا، ولما دافعت عن السائقين المصريين وهما بيكهربوهم بالصاعق حاولوا يضربونى». وأكد أيمن شكرى عبدالمطلب، من محافظة الغربية، سائق نقل، أن المسلحين سطوا على 1300 دينار ليبى كانت بحوزته، وقام أحدهم باحتجازه بمكان مجاور لإحدى الكافيتريات على طريق طرابلس - أجدابيا وظلوا يحتجزون السائقين المصريين إلى أن وصل عددنا لما يقارب 150 مصريا محجوزين بسيارات نقل وميكروباصات، مشيراً إلى أنهم تحدثوا عن مطالبهم لدى الجيش المصرى بشأن أقاربهم الليبيين المسجونين فى مصر، وأن احتجازهم هدفه التفاوض مع الحكومة المصرية. ويقول عيسى محمد عيسى سليمان، من المنوفية مركز الشهداء، سائق: «أول ما دخلت ليبيا بعد الميزان خدوا مننا 5 دينار إجبارى، والبوابة اللى بعدها خدوا مننا 5 دينار، وأنا راجع من طرابلس لقيت جماعة يوم الجمعة وقفونا بسلاح وما حدش مننا قاوم معاهم، واللى اتكلم أهانوه وخدوا مننا الجوازات بتاعتنا ودخلونا فى خيمتين فى قلب الجبل مكتوب عليهم اعتصام سلمى وقالوا لنا ما حدش هيطلع من هنا قبل ما السلطات الليبية والمصرية يشوفوا لنا حل لأقاربنا، واخدين أحكام 25 سنة فى مصر، وقلنا إحنا مالناش ذنب فى الموضوع ده ردوا علينا: اللى مش هيسكت هينضرب بالنار، وكأننا خرفان، وتانى يوم جالنا ناس من القبائل وقالولنا إن عمد ومشايخ والحكومة المصرية تدخلت وانتو هتطلعوا، وجابو قناة ليبية تصورنا وهما حاطين لينا أكل عشان يقولوا إنهم بيأكلونا ويشربونا».