وصلت إلي ميناء الإسكندرية السفينة "عايدة 4" قادمة من ميناء جرجيس التونسي وعلي متنها 248 مصرياً فروا من ليبيا إلي الحدود التونسية. علي أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية استقبل الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.. واللواء عادل ياسين حماد رئيس هيئة ميناء الإسكندرية والقائم بمهام رئيس قطاع النقل البحري واللواء طارق غانم رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.. واللواء محمد عبدالعزيز برايا ممثلاً عن قائد القوات البحرية العائدين من ليبيا. صرح اللواء بحري عادل ياسين حماد رئيس مجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية والقائم بمهام رئيس قطاع النقل البحري بأنه قد تم التنسيق مع كل الجهات المعنية لتسهيل كافة الإجراءات لخروج العائدين بيسر وسلامة وتقديم كافة سبل الراحة لهم وفقاً لتكليفات المهندس هاني ضاحي وزير النقل.. حيث تم عقد عدة اجتماعات برئاسة القوات البحرية بين المختصين من كل "هيئة الميناء والشرطة المدنية والإدارة العامة لأمن الميناء والجمارك والحجر الصحي والجوازات والجهات الأمنية المختصة" وذلك لإعداد كافة الترتيبات لاستقبال السفينة. كما تم التنسيق مع الشركة القابضة للنقل البري والبحري لتجهيز أتوبيسات لنقل العائدين.. حيث تم تخصيص 7 أتوبيسات مكيفة بجانب قطار خاص لنقل المصريين إلي محل اقامتهم دون تحميلهم أي أعباء.. كما تم توفير وجبة لكل فرد.. بالإضافة إلي توفير سيارات واسعاف لخدمة العائدين. أكد الدكتور إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية علي تعاون جميع المسئولين بوزارة النقل المصرية وعلي رأسهم المهندس هاني ضاحي وزير النقل المصري لانجاح مهمة السفينة "عايدة 4" وسرعة إنقاذ المصريين العالقين علي الحدود التونسية الليبية. أوضح الربان حسام مجد الدين ان طاقم السفينة انجز المهمة المكلفة بها السفينة لاجلاء المصريين العالقين علي الحدود الليبية التونسية بحراً بروح قتالية عالية. روي العائدون من الأراضي الليبية عن طريق البحر ل "المساء" تفاصيل مرعبة عن رحلتهم التي استمرت عدة أيام في الصحراء علي الحدود بين ليبيا وتونس. يحكي عبدالرازق محمود من محافظة سوهاج رحلته التي قطعها في 6 أيام بالصحراء الليبية وصولاً للحدود التونسية.. قائلاً: "قضينا أياماً صعبة بين الحياة والموت حيث توجهنا للحدود التونسية هرباً من جحيم الصراعات في ليبيا وشعرنا بفرحة عارمة بعد نبأ ارسال سفينة لاعادتنا لوطننا وكأنها معجزة من السماء حيث ان الفرق شتان يبن سوء المعاملة من الجانب الليبي وحسن المعاملة من الجانب التونسي لقد عشنا الجحيم في الجانب الليبي تعرضنا للضرب والاهانة دون ذنب منا رغم احتياجنا للمعاملة الإنسانية بينما شعرنا من معاملة السلطات التونسية وكأننا في بلدنا مصر وذلك طيلة تواجدنا هناك. يروي المواطن أحمد محمد من بني سويف تفاصيل اصابته بكسر في اليد اليمني بعد الاعتداء عليه من قبل السلطات في الحدود الواقعة بين ليبيا وتونس.. قائلاً: "تعرضت للضرب 6 مرات في ضلوعي وذراعي علي يد الليبيين وذلك بسبب عدم حملنا ورقة يتيح لنا عبور الحدود رغم حملي لجواز السفر المصري بدون أدني مراعاة للحالة الإنسانية التي كنا عليها". أما الحاج خلف الله محمد من محافظة قنا أحد العائدين من تونس فقال: "بعد الجحيم الذي شاهدناه في ليبيا.. بلدنا أولي بينا.. ولن أعود هناك مرة أخري بعد عذاب الأيام الخمسة التي قضيتها دون طعام أو شراب في الصحراء فالحياة في ليبيا كانت صعبة قتل ونهب وسرقة وضرب وفتنة ليبيا خربت علي الآخر.. وتعرضنا للضرب والاهانة علي الاهانة علي البوابة الليبية بالسلاح.. وكانت معاملتنا مع الليبيين اسوأ معاملة. تابع سعودي عطية من المنيا قائلاً: "فضلت العودة عن طريق المنفذ الليبي التونسي لانه رغم قسوته كان أرحم علينا من الأحداث التي وقعت بالقرب من منفذ السلوم البري بالحدود الليبية المصرية.. واللي يفكر يرجع بلده من السلوم يبقي الموت ارحم من رؤية المليشيات هناك.. ففي هذا الطريق أنت ميت ميت". قال عماد عبدالمعطي من مدينة المنصورة أثناء بحثه عما تبقي من متعلقات علي رصيف الميناء.. قائلاً: "عملت 6 سنوات في مدينة الزاوية بليبيا.. ومن يقرر البقاء في ليبيا الآن هو مختل عقلياً.. والصراع في ليبيا علي البترول وليس الحكم ويقاطعه مدحت سعد من محافظة سوهاج قائلاً: "عشت في الصحراء دون طعام أو شراب والهلال الأحمر التونسي كان يقدم لنا وجبة واحدة عصر كل يوم عبارة عن رغيف عيش واحد وطمطماية.. بس لازم ارجع تاني فلوسي كلها هناك.. هاتولي طريقة ارجع بيها فلوسي وانا اقعد في بلدي.. احنا تعبنا وشوفنا أيام سودة". أكد أحمد عبدالصبور من المنيا انه لقي معاملة سيئة من قبل السلطات الليبية حتي انتقل إلي الحدود التونسية حيث وصلت السفينة "عايدة 4" وقامت بنقل المصريين.. وأضاف انه شعر باهتمام بالغ من مسئولي الأكاديمية العربية منذ تحرك السفينة من الميناء التونسي حتي وصولها إلي ميناء الإسكندرية. أوضح عبدالراضي السيد - قنا أنه رأي الموت بعينيه بالحدود الليبية التونسية مثله مثل العديد من المصريين هناك وعندما علم بأن السفينة "عايدة 4" تقترب من الوصول إلي الميناء التونسي لنقل المصريين العالقين.. وبعد ان قام التونسون بنقلنا في اتوبيسات إلي الميناء شعرت بالراحة عندما شاهد سرعة الإجراءات التي قام بها طاقم السفينة كما شعرت بالأمان عندما وصلت السفينة إلي ميناء الإسكندرية. شرح رمضان محمد من بني سويف ما حدث معه قائلاً: "ان مسلحين هجموا علي منازلنا في طرابلس واستولوا علي كل ما معنا من أموال واحرقوا منازلنا بعد ان قيدونا وأمرونا بالزحف علي بطوننا حتي خرجنا من الشارع الذي كنا فيه.