يذهب كل يوم مرهقا إلى منزله فلا يجد ذلك الوقت ليسأل زوجته من ستنتخب "في حاجات أهم نتكلم فيها"، بيتر ناثان مسيحي إنجيلي بلغ من العمر 27 عاما، يذهب كل يوم إلى عمله كمحام، ويعود المنزل متأخرا ليقضي الوقت مع زوجته وطفلته الصغيرة ولا يجد متسعا ليتحدث عن السياسة. لم يتبق أمام بيتر سوى 48 ساعة ليقرر من ينتخب في سباق الرئاسة، لكنه ما زال محتارا بين أحمد شفيق وعمرو موسى، ويرى أن اختياره منطقي لأنهم المرشحين الوحيدين اللذين يتمتعان بخبرة سياسية من وجهة نظره، ولا يهتم نهائيا بتلك الأقاويل التي تتهمهم بالتعاون مع النظام السابق "كلنا فلول، ومش عايزين نركز على عيوب المرشحين الأهم المصلحة العامة"، ويضيف أن مشكلته مع المرشحين الآخرين "بيقولوا كلام حلو لكن محدش يعرف هيعملوا إيه". بيتر سيذهب مع زوجته للإدلاء بصوتيهما في انتخابات الرئاسة، لكنه لا يجد الوقت ليتحدث معها عن مخاوفه من نجاح عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي في انتخابات الرئاسة "بس عموما أنا ليا صحابي هينتخبوا أبو الفتوح، ولو مراتي هتنتخب أبو الفتوح مش همنعها"، ثم سكت قليلا وأبدى رضاه عن خروج حازم صلاح أبو إسماعيل من سباق الرئاسة "ده طلع من الانتخابات وولع البلد أومال لو كان كسب؟"، ثم أوضح أن المشكلة التي يواجهها المسيحيون هي التطرف "إحنا طول عمرنا اللي بيحكمونا مسلمين المشكلة الوحيدة في المتطرفين". يقتطع بيتر من وقته المزدحم ساعات يذهب فيها إلى كنيسة المسيح ليؤكد أنها لم تتدخل نهائيا في اختياراته السياسية، ولم تحاول التأثير على أي أحد "بيأكدوا كتير على إن إحنا لازم نشارك ونثبت إن إحنا موجودين"، لم يسمع بيتر بنفسه أي بابا في أي كنيسة يدعو لانتخاب مرشح بعينه "ولا حتى أيام الثورة وانتخابات مجلس الشعب". بيتر أعطى صوته لحزب "الكتلة المصرية" في انتخابات مجلس الشعب، لكنه ليس معترضا على نتيجة الانتخابات "هي دي الديمقراطية ولازم نقبل بنتائجها"، ورفض التعليق على تقييمه لأداء أعضاء جماعة الإخوان داخل مجلس الشعب قائلا "الناس تقدر تشوف وتعرف هم عملوا إيه من ساعة ما مسكوا البرلمان".