"يا ولاد بلدنا..عشان ولادنا..هيصون ولادنا..أبو الفتوح يا أبو الفتوح"، أغنية تتردد كثيرًا هذه الأيام، وأصبح صوتها يخرج من أغلب سيارات التاكسي والميكروباصات، في إشارة لتأييد عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية. الأغنية، لحنها شعبي مألوف، وكلماتها سهلة الحفظ والترديد،لكن بقي السؤال، من يغني هذه الكلمات؟..الإجابة تأتي على لسان الشخص ذاته الذي يصف نفسه بعد كل جملة، بعبارة "أنا راجل غلبان"، يتحدث بتلقائية شديدة وبصوت مرتفع يغلب عليه الصيغة الشعبية التي تظهر بوضوح في أغنيته. عصام جيجا، رجل في منتصف الثلاثينيات، يعمل في مجال الغناء، وظهر مؤخرًا بالسينما حيث مثل دور الزوج للممثلة غادة عبد الرازق في فيلم "ريكلام". يجلس مع أصدقائه كل ليلة على "قهوة" في فيصل تحت منزله ويتناقشون في السياسة، "على قدنا يعني أنا مش بفهم أوي فيها". نقاشات "القهوة" تؤثر بشكل كبير على اختيارات عصام السياسية التي بدأت بانتخاب مرشحي الحرية والعدالة في انتخابات مجلس الشعب، وتنتهي الآن بتأييد عبدالمنعم أبو الفتوح كمرشح للرئاسة، "هما قالولي إن الإخوان هيساعدونا ويجيبولنا حقوقنا بس ماعرفوش، إنما أبو الفتوح باين عليه راجل طيب وصحابي قالولي الأجندة بتاعته فيها حاجات حلوة". رغم عمل عصام بالفن، إلا أن ما يتردد عن منع الإخوان للفن إذا تولوا الرئاسة لا يخوفه،"أنا حاسس إن اللي بعمله غلط، بس لازم نعيش، ولو لاقيت "عربية كبدة" هسيب الفن، "أصل احنا مش بنقدم فيلم موعظة عن الرسول .. احنا بنعمل حاجة نكسب منها فلوس وبس". عصام متزوج وأسرته مكونة من زوجته وثلاثة أبناء ولدين وبنت التي تركت التعليم بعد المرحلة الإعدادية وتزوجت، أما ولديه فواحد مازال في المرحلة الإعدادية والآخر عمره 5 سنوات ويظهر معه في "كليب علي بابا"، يضحك عصام بصوت مرتفع، ويقول:"دا اتشهر اكتر مني وأخد مني الأضواء، دا حتى من وقتها بيطلب مصروف أزيد". زوجة عصام وأولاده سينتخبون أبو الفتوح،"احنا ناس على قد حالنا، يعنى أنا لو بشجع الزمالك مراتي لازم تشجعه". لم يرَ عصام في الثورة شيئًا يشجعه على النزول والمشاركة لأنه كان يخاف على زوجته وبنته من البلطجية والانفلات الأمني لدرجة أن ابتسامة كبيرة تظهرعلى وجهه الآن عندما يطلب منه ظابط المرور رخصة قيادته "أحسن من بلطجي ولا حرامي يسبتني في الشارع". بعد الثورة، وأثناء أحداث شارع محمد محمود نزل عصام إلى الميدان،"مكنتش عارف نازل ليه ولما نزلت حسيت إنى تايه"، تجول عصام بين جميع الفئات من الثوار والمعتصمين والشرطة والجيش، كل لما أقف جنب حد منهم أحس إني معاهم وإنهم صح أوي". يسكت قليلاً ويشرد بفكره لمدة ثواني، ثم يستدرك قائلاً:"صحيح هو المفروض أكون مع مين؟". قرر عصام أن يكون مع أبو الفتوح الرجل الذي ارتاح له، ورأى في وجهه شيئًا يبشره بالخير، حاول عصام الوقوف بجانب مرشحه على طريقته بغناء هذه الأغنية، لكنه لم يتطوع للعمل بالحملة، "أصل محدش قاللي ومش عارف لو روحت هعمل ايه".