يبقى الصراع بين مصر والكيان الصهيوني قائمًا بالرغم من انتهاء الحرب المباشرة بتوقيع اتفاقية السلام "كامب ديفيد".. حيث يتصارع الجانبان على إيصال مواد إعلامية وإذاعية لنشر رسائل معينة، وبالرغم من انتصار مصر في الحرب العسكرية عام 1973م، إلا أن إسرائيل لا تزال تحتل سيناء إعلاميا. وتأسست "الإذاعة العبرية الموجهة"، الناطقة بالعبرية لتخاطب الإسرائيليين، فهي تحمل من الأهداف والبرامج ما يؤهلها لتوصيل صوت المصريين وسياسات الدولة للكيان الصهيوني، ردًا على التشويه الذي يقوم عليه الإعلام الإسرائيلي المسيَّس، ولكن على أرض الواقع الأمر يختلف، فالإذاعة العبرية لا يصل إرسالها إلى إسرائيل، ما يجعلها تخاطب نفسها، ولا تجد من يستمع إليها من الكيان الصهيوني. ومن ناحية أخرى، فإن المحطات الإذاعية المصرية الموجهة لأهالي سيناء، لا يسمع منها سوى صوت ضعيف خافت، وهو صوت إحدى الإذاعات المصرية التي تقاوم الغزو الإسرائيلي للموجات الإذاعية هناك، وسط سيطرة تامة للموجات الإذاعية الإسرائيلية على أرض سيناء. وبالرغم من أن إنشاء إذاعتيّ "شمال سيناء الإقليمية والإذاعة العبرية" جاء لتوصيل عدد من الرسائل المهمة من وجهة نظر المسؤولين آنذاك، إلا أن أرض الواقع تثبت فشل الإذاعتين في تحقيق الأهداف التي تأسستا من أجلها.