اتفق مجموعة من خبراء الاعلام والسفراء والقنصليون علي اهمية دور الاذاعات الموجهة في تحسين صورة مصر في الخارج, وقدرتها علي انشاء قنوات للتواصل مع الاخر, مشددين علي ضرورة التطوير في الفترة المقبلة لمواكبة المتغيرات مع عقد دراسات ميدانية والتعرف علي ايديولوجية الشعوب الاخري لنجاح رسالتها. جاء ذلك في ختام احتفال الاذاعة بعيدها ال76 من خلال ندوة بعنوان الاذاعات الاجنبية الموجهة ودورها المؤثر عالميا وادار الندوة عصام فاروق رئيس الاذاعات الموجهة, وحضرها نخبة من خبراء الاعلام والسفراء والقنصلان السفير عبدالله محمود سفير سفارة الصومال بالقاهرة وفريد محمد عثمان مساعد وزير الخارجية لشئون الثقافة, محيي الدين عبد الحليم استاذ الصحافة بكلية الاعلام, محمد ابو غريب استاذ الدراسات العبرية والإسرائيلية, محمد مرعي استاذ الفلسفة, احمد يوسف القرعي, نبيل يعقوب رئيس شبكة الاذاعات الموجهة السابق. وقام عصام فاروق ان الشبكات الاذاعية الموجهة تحمل رسالة اعلامية الي كل العالم, وحققت نجاحا علي مدار نصف قرن منذ بدايتها في1953 وتضم34 خدمة اذاعية ب22 لغة, ولها طبيعة خاصة تختلف عن باقي الاذاعات وهدفها الاساسي هو التواصل مع شعوب العالم تجاه القضايا الاقليمية. واضاف الدكتور محيي الدين عبد الحليم انه مما لاشك فيه ان الاذاعة قامت بدورها في مرحلة الستينيات للوصول الي الدول الافريقية والاسيوية ولكي تنجح خلال الفترة القادمة عليها ان تدرس اوجاعهم وآلامهم واهدافهم لوضع الخطة التي تتوافق مع الاحتياجات, مع وضع خريطة متكاملة, مشيرا الي ان غياب البحوث العلمية يجعل النتائج غير مجدية وتكون حسب الاجتهادات الشخصية, وقد تصيب او تخطئ مع مراعاة العناصر الاعلامية في اختيار قائم بالاتصال مؤهل لهذا الدور, مع دراسة ايديولوجية المجتمع الآخر, ويتنوع في خطابه الاعلامي, من حوار ودراما وقصة خبرية وحديث مباشر, لان الاذاعات الموجهة هي الوحيدة القادرة علي نقل صورتنا في الخارج. اما نبيل يعقوب فأكد ان الاذاعات الموجهة جزء من الاعلام المصري لمخاطبة الاخر, لانها تذاع بلغات وطنية ودولية, كما ان هناك تواصلا جيدا مع الجمهور الخارجي من خلال الاعتماد علي المكاتب الاعلامية ووزارات الخارجية مشيرا الي ان الدراما الاذاعية صدرت لها شهادة الوفاة في الاذاعات الموجهة نظرا الي ارتفاع تكلفة الدراما. وقال عبد الله حسن ان الاذاعات الموجهة حققت نجاحا في يقظة الشعب الصومالي ونبهته الي حقه في الحرية والاستقلال ورفع الظلم عنه, وكانت صوتا محبوبا لدي الافارقة مشددا علي ضرورة عقد دراسات ميدانية لمعرفة تأثير ونجاح هذه القنوات. ووافقه في الرأي الدكتور احمد يوسف خاصة في مجال دعم العلاقات المصرية الافريقية, ولكن للأسف لم توثق هذه المجهودات والنتائج ليعلمها الجميع. واوضح السفير صلاح سليمان اننا نمر بمرحلة اعلامية جديدة, لذا علينا تجديد لغة الحوار وتطويرها والتركيز علي الجانب الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات, وادخال اشكال اذاعية جديدة تنقل الرسالة بوضوح بعيدا عن اي افكار خاطئة حتي نحافظ علي صوتنا في الخارج. وأكد محمد محب مستشار سفارة افغانستان في القاهرة ان الاذاعة يجب ان تهتم بأمور الفن والادب والسياسة والاقتصاد لتجد جمهورها حتي لاتكون متحدثا بلا مستمع مشيرا الي انفتاح الاذاعات الافغانية بشكل كبير جاء بعد دخول القطاع الخاص, وعلي الاذاعات الموجهة المصرية ان تتطور بشكل يجعلها قادرة علي المنافسة في ظل تعدد الاذاعات. واشار الدكتور عامر يس الي ان الاذاعات الموجهة نجحت في تقديم صورة الدين الوسطي البعيد عن التعصب, واعلاء قيم التسامح من خلال التفاعل الجيد مع الجمهور الخارجي. واوضح محمد ابو غريب ان البرنامج العبري يواجه ازمة بسبب نقص الموارد من كتب وتمويل رغم نجاح البرنامج في73,67 مطالبا بضرورة توفير الامكانات المطلوبة ليستعيد البرنامج العبري نجاحه.