أضواء ملونة، مُعلقة على مسجد «السيدة زينب»، كأنها حُلى تتدلى على صدر سيدة، تتزين بها، وأصوات ابتهالات ومديح الرسول (صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام) لا تنقطع.. الأجواء الروحانية تعم أرجاء المكان، ومحبو السيدة زينب يتوافدون على مسجدها وميدانها من كل أنحاء مصر، احتفالاً بمولدها، وإحياءً لذكراها العطرة، ولإقامة حلقات الذكر والإنشاد وخدمات إطعام الفقراء فى رحابها الطاهرة وحول مسجدها الأشهر بمصر القديمة. فى كل عام من شهر رجب يُقام مولد «السيدة زينب بنت على بن أبى طالب»، للاحتفال فى ساحة مسجدها المبنى فوق مقامها الطاهر. هناك يحرص الوافدون إلى حفيدة الرسول على الابتهال والدعاء إلى الله، راجين الاستجابة، فى هذه البقعة التى تطهرت برفات إحدى كريمات آل البيت. فى المولد، من وهبوا حياتهم كلها لخدمة «آل البيت»، وإطعام زواره، يجوبون فى كل الموالد من أقصى الشمال لأقصى الجنوب. بينهم من جاءت تدعو ربها ليشفيها من مرضها، وأخرى بأن يرزقها الله زوجاً صالحاً، وآخر يبحث عن نجله الذى فقده منذ عامين، ولم يفقد الأمل فى العثور عليه حتى الآن، ومثلهم كثيرون من أصحاب الأحوال والحاجات. وبالرغم من الأجواء الروحانية التى تسيطر على مشهد الاحتفال بالمولد، فإن الأمر لم يَخلُ من السياسة، فلافتات دعم مرشحى الرئاسة تنتشر فى أرجاء الميدان، وأعلام مصر وصور المرشحين معلقة على عربات الباعة الجائلين يجوبون بها الشوارع بحثاً عن الرزق بين جمهور المولد، الذى تزامن الاحتفال به مع انتخابات الرئاسة، ما اضطر المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لتقديم موعده لمدة أسبوع، ليتمكن محبو السيدة زينب من الاحتفال بمولدها.