الثلاثاء الأخير من شهر رجب هو الليلة الأخيرة والكبيرة في الاحتفالات بمولد السيدة زينب .. وهو من أهم الموالد الشعبية فى مصر ، ويأتيه الزوار والمحبين لأهل البيت من كل مكان لزيارتها والتبرك بمولدها ، لكن قبلها بيوم هناك " الليلة الصغيرة " أو الليلة الاستعدادية للمولد .. تعالوا نعرف تفاصيلها . الأنوار المضاءة والمعلقة تراها من بداية المبتديان ولا تلمح عينيك أخرها ..الشوارع مزدحمة ويفترشها الزوار من كل مكان .. وأصحاب الطرق الصوفية ومحبي آل البيت أقاموا السرادقات في الشوارع للاحتفال .. فهم يفترشون الشوارع منذ حوالي 3 أشهر انتظاراً لهذا اليوم كما قال لنا السيد محمد والذي جاء هو وزجته وأبناؤه الصغار من المنيا ليجدوا مكاناً جيداً ومناسب داخل المسجد وأمام ضريح السيدة زينب مباشره .. فهذا هو المكان الأكثر أزدحاما والذى يتصارع عليه الكثيرون من أجل الوجود بالقرب من الحدث . محمد عثمان حمل حقيبته من الرياض بالمملكة العربية السعودية ليأتي إلي أبناء أخواله هنا في القاهره ليكون معهم في المولد .. فهم من الاشراف من سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام ويرون أن واجبهم وهو إطعام زوار المولد ومحبي أهل البيت .. فهم لايقولون لاي شخص يريد الطعام " لا " علي حد تعبيره.. فهم بملاسبهم الخضراء المميزة علامة مميزة من علامات المولد التي يقصدها كل محتاج . تفترش أم سعيد الرصيف الصغير منذ حوالي شهر ونصف بعد أن ذهبت إلي طنطا لتشتري بضاعتها من الحمص ، واختارت هذا المكان بالقرب من المسجد لان المولد " موسم " بالنسبة لها فهي تنتظره من عام إلي عام .. ومحبي الست يأتون لزيارتها من كل مكان ولايتركون المولد إلا بعد شراء الحمص منها .. وهي تعتبر مولد السيدة زينب هو " المنفق الاساسي " علي أولادها ولذلك تنتظره من عام إلي عام .. فمحبي الخير فيه كثيرون والرزق فيه يزيد ببركة الست الطاهرة . لا يمكن ان تاتي الي جوار السيده زينب في هذا اليوم دون ان تستمع للأصوات المتعالية من داخل الخيم بالذكر ومدح آل البيت الكرام .. فالطرق الصوفيه بمداحيها من صعيد مصر وشمالها امتلات بهم الشوارع .. والمدح هو الصوت الوحيد المسموع فيها والذاكرين لا يلفت نظرهم أي شيء سوى الهيام فى الملكوت واحياء هذه الذكري ، وامام السردقات العريضه يفترش بائعي شرائط المدح النبوي والتي لها نجومها من الصعيد خاصة الشيخ ياسين التهامي والشيخ عليوة وغيرهم من نجوم الانشاد الديني في صعيد مصر . داخل مقام السيده زينب تنظم الشرطة الدخول والخروج .. للزيارة في هذه الأيام المختلفه ، فالمقام لايغلق أمام زواره ، فهو مفتوح طوال 48 ساعه .. وفى الليلة الصغيرة والكبيرة للمولد يجلس محبو " أم العواجز " داخله وتتفاوت الأصوات بين البكاء والزغاريد وبين طالب لرجاء بسداد الدين وقضاء الحاجات وبين فرحان بتحقيق أمنيه زيارة مقام السيده الشريفة ، ولا تنتهي الليلة بمجرد حلول الظلام .. فهي ممتدة لليوم التالى .. ثم يرجع كل زائر إلي بلده ، منهم من جني ربحه في البيع والشراء ومنهم من أخذ كفايته من مجاورة آل البيت الكريم . وأقرأ أيضاً .. محمد عبد الله يكتب : عليها الصلاة والسلام http://shabab.ahram.org.eg/Inner.aspx?ContentID=1486&typeid=13&year=2010&month=04&day=04&issueid=6