سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أم كرولس» ساكنة فى عشة وبتسد شقوقها بالخشب: «نشكر الرب» لا شىء تمتلكه هذه السيدة وأسرتها سوى غرفة خشبية فى منطقة «الألف مسكن».. والستر والرضا بما هو مقسوم
بعد الساعات الطويلة التى قضتها فى جمع بقايا ألواح الخشب الملقاة على الطريق، نجحت «أم كرولس» فى إصلاح غرفتها الخشبية وسد الشقوق التى يتسرب منها الهواء، شعور بالرضا انتاب السيدة الصعيدية وجعلها ترفع كفيها للسماء لشكر الرب على نجاحها فى حماية أطفالها من برد الشتاء الذى بدأ يلوح مبكرا. لا شىء تمتلكه هذه السيدة وأسرتها سوى الغرفة الخشبية فى منطقة «الألف مسكن» والستر والرضا بما هو مقسوم، لكن ليس كل أفراد أسرتها مقتنعين بهذا المبدأ المثالى، فابنها الصغير كثيرا ما يسألها: «هو احنا ليه مش عايشين فى بيت زى بقية الناس؟»، فترد عليه: «اشكر الرب إننا عندنا أوضة من الخشب، فيه غيرنا مش لاقيين حاجة خالص». كل ما يهم «أم كرولس»، التى رفضت الإفصاح عن اسمها لكونها تنتمى إلى أصول صعيدية، هو توفير حياة آمنة لها ولأطفالها ولزوجها الذى يعمل باليومية فى كشك مجاور للغرفة الخشبية: «نفسى ربنا يصلح الحال، مش عشانى، عشان ولادى اللى بدأوا يكبروا ويسألوا هما ليه ماعندهمش بيت زى الناس». «ضيق الحال لا يمنع من التعليم» مبدأ تسير عليه «أم كرولس»؛ لذلك حرصت على تعليم ابنيها رغم عدم قدرتها على دفع مصاريف المدرسة وشراء أدوات مكتبية وملابس: «أنا ممكن أشحت عشان أوفر فلوس لتعليم عيالى، أنا استحملت المرض والبهدلة والنوم على الأرصفة عشان هما يعيشوا حياة أحسن من اللى أنا عايشاها أنا وأبوهم». الظروف القاسية التى تعيشها هذه الأسرة صيفا وشتاء لا تحول دون شكر الله: «ربيت عيالى على شكر ربنا، إحنا لا حيلتنا فلوس ولا دياولو، ما حيلتناش غير شكر ربنا وحمده عشان يمنحنا الصبر على العيشة دى»، تأمل «أم كرولس» فى أن يشفيها الله ويشفى زوجها حتى يربيا أولادهما ليحملوا عنهما هذا الحمل الثقيل.