واصل الآلاف داخل ميدان التحرير احتفالاتهم، لليوم الثالث على التوالى أمس، ضمن جمعة «النصر»، بخلع محمد مرسى وتولى المستشار عدلى منصور رئاسة البلاد مؤقتا، لحين إجراء انتخابات رئاسية، وفقا للخريطة التى وضعتها القوات المسلحة، بالاتفاق مع القوى السياسية، وذلك بمشاركة عدد من الشخصيات العامة، فى مقدمتهم المهندس حمدى الفخرانى وكمال أبوعيطة القيادى العمالى، والدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية. ورفع المتظاهرون صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، وكتبوا عليها، «الجيش والشعب إيد واحدة»، و«شهادة تقدير للفريق السيسى على وقوفه بجانب الشعب لإنقاذ مصر من الاحتلال الإخوانى»، فضلا عن صور الرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبدالناصر. ورددوا عدداً من الهتافات منها: «الشعب والجيش إيد واحدة»، و«الشعب خلاص أسقط النظام»، و«ارفع راسك فوق انت مصرى»، كما شارك عدد من أفراد الشرطة فى الاحتفالات، وسط هتافات، «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة». وشنّ المتظاهرون هجوماً شديداً على قناة الجزيرة، وعلقوا لافتات ضخمة تدين ما تبثه وتتهمها بالفتنة، منها، «الجزيرة.. الفتنة والفتنة الأخرى»، وطالب باسم حنا، القيادى فى حركة الجبهة الحرة للتغيير السلمى، بعدم نقل قناة الجزيرة لتظاهرات ميدان التحرير، لمحاولتها بث الفتنة وتشويه الثورة والشعب ونشر أكاذيب عن الموجودين داخل الميدان. وقال المهندس حمدى الفخرانى، إن اليوم هو فرحة الشعب المصرى برحيل الاحتلال الإخوانى عن مصر، بعد نزول أكثر من 33 مليونا للشوارع، مشيراً إلى أن ما حدث هو استكمال لثورة يناير وليس انقلابا عسكريا كما يحاول الإخوان ترويجه للاستقواء بالخارج ضد الشعب. وكشف ل«الوطن»، عن أنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد 17 من قيادات الإخوان، فى مقدمتهم الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وصفوت حجازى، فضلا عن المهندس عاصم عبدالماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، بتهمة الخيانة العظمى، والتحريض على العنف، مشيراً إلى أنه تقدم أيضاً ببلاغ ضد الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، بتهمة الكسب غير المشروع. وأدى المتظاهرون قسّم الثورة، خلف الشيخ مظهر شاهين، خطيب الميدان، ورددوا: «نقسم بالله العظيم أن نحافظ على ثورتنا ودماء شهدائنا، وأن نعيش من أجلها ونموت من أجلها». وقال «شاهين» فى خطبته من أعلى المنصة الرئيسية فى التحرير: «اليوم عادت مصر وعاد الأزهر والكنيسة والمسلم والمسيحى وعادت كرامة المصريين، بعد أن حاول الإخوان التفريق بين الشعب والجيش، وأرادوا أن يعيشوا دون غيرهم، وتاجروا بالدين، فى حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار». وشدد على أن الثورة لا تصفى حسابات مع أحد، وأن اليوم هو يوم استقلال مصر عن كل ما هو إرهابى، وكل من يريد هذا الوطن لنفسه فقط، مطالبا بمحاسبة كل من أهان الوطن وحرض على أبنائه وأهان القضاء والجيش والشعب. وأضاف «شاهين»، أن مجىء الشعب المصرى اليوم إلى ميادين مصر يؤكد استكمال الثورة وتحقيق مطالب الشعب والقصاص لشهداء الثورة وحكم الإخوان، مشيراً إلى أنه عندما جاءت ثورة 25 يناير انضم إليها من ظننا أنهم سيحافظون عليها إلا أنهم سرقوها وعقدوا صفقات مشبوهة مع النظام الأسبق، وأهانوا الشعب وجميع مؤسسات الدولة بداية من القضاء والشرطة والجيش وحتى الإعلام. وكشف خلال خطبته عن تلقيه تهديدات بالقتل لإثنائه عن المجىء لميدان التحرير، قائلا: «لن نخاف بعد اليوم ولسنا أفضل ممن سالت دماؤهم فى ميادين مصر».