رسالة واحدة حملها الخطاب الأخير الذى ألقاه الدكتور «محمد مرسى»، فى المؤتمر الذى نظمته الأحزاب والقوى الإسلامية، لمناقشة موضوع «سد النهضة» الإثيوبى. يقول «مرسى» فى هذه الرسالة «اللى حيقف قدامى هيواجه كل هذا الحشد من الدقون»! لقد تم إخراج المشهد بما يؤكد على هذه الرسالة بصورة لا تدع مجالاً للشك أو التأويل. تذكّر فقط مجموعة الدقون التى احتشدت على المنصة واصطفت على المقاعد داخل القاعة التى شهدت المؤتمر، وسوف تتأكد مما أقول من أن الموضوع لا يتعلق بسد النهضة ولا يحزنون، ولا يرتبط بإثيوبيا ولا إسرائيل، بل يتعلق فى الأساس بنقل رسالة تهديد إلى كل من تسوّل له نفسه أن ينزع عن «مرسى» قميص الحكم، وأن من يحاول ذلك سيواجه بهذا الكم من الدقون، التى لن ترحم أبناء الجاهلية والكفرة الذين يعادون المشروع الإسلامى، سواء من داخل مصر أو خارجها. لقد تعمد من أخرجوا هذا المشهد تصدير «دقون» القتلة ومحترفى الاغتيالات، بالإضافة إلى بعض «الدقون» من «رد السجون»، ومجموعة المدانين فى جرائم قتل واغتيال ممن اتخذ «مرسى» قرارات بالعفو عنهم خلال الأشهر الماضية، ليصبحوا تحت الطلب، لمواصلة مشوارهم فى سفك الدماء. مشهد مؤتمر سد النهضة الذى ضم مرسى وأهله وعشيرته، جاء تتويجاً لمجموعة التصريحات التى خرجت على ألسنة الكثير من تجار الدين، وعلى رأسهم الجنرال «عاصم عبدالماجد»، وجناب «الشهبندر» محمد البلتاجى الذى خيّر من يدعون إلى ثورة 30 يونيو ما بين اثنتين: إما حوار الطرشان، أو العنف.. هكذا قالها صريحة مدوية.. ومن كان له أذنان للسمع فليسمع. إن جهود مرسى وجماعته تصب جميعها فى خانة «ترويع المواطنين» وتخويفهم من النزول يوم 30 يونيو، بالإضافة إلى إرهاب الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية من محاولة رفع غطاء دعمه عن مرسى وإخوانه، بسبب حالة الاحتقان والغليان فى الشارع المصرى. فى الحالتين لن يفلح «مرسى»، خصوصاً مع الشعب. فالمصريون جميعهم يعلمون أن تجار الدين «ميكانيكية كلام» و«فنجرية بق»، وأن كل ما يفعلونه الآن لا يعدو أن يكون محاولة أخيرة لإنقاذ أنفسهم من ساعة قيامتهم التى توشك أن تقع فى 30 يونيو. التاجر لا يعرف الإيمان بمبدأ ولا قيمة ولا فكرة، إنه لا يجيد الحديث سوى بلغة المال والمصالح، ولو كانت هذه المجموعة من «الدقون» كذلك لثارت على حكم «المخلوع»، لكنها لم تفعل، بل هداها عقلها التجارى إلى ركوب الثورة التى نجحت بتضحيات المواطنين العاديين، الذين خرجوا من أجل التغيير وليس من أجل هؤلاء «المتحفيين» الذين يقودهم مجموعة من الشخصيات الكاريكاتيرية. رغم أننى ضد العنف بطبيعة الحال، فإننى أتمنى أن يصدق هؤلاء «الكدابون» هذه المرة، فيخرجوا لمواجهة الشعب الثائر، لأن ذلك يعنى ببساطة أنهم سينتهون إلى الأبد.. «وآدى دقنه أهه»!