«مصر دولة فاشلة تتحول إلى دولة ميليشيات.. ولا أتفق مع وجهات نظر بعض المتظاهرين الذين عبروا عن غضبهم فى الشوارع مؤخراً، وطالبوا بتنحى مرسى وإسقاط نظامه». هكذا تكلم الدكتور محمد البرادعى فى حوار له مع قناة «سى إن إن». ومش عارف هذا الكلام يمكن صرفه من أى بنك حظ!، كيف يرى «البرادعى» أن مصر دولة فاشلة وأن شعبها يتحول إلى ميليشيات، ثم يتحدث بعد ذلك عن رفضه المطالبة بتنحى «مرسى» وإسقاط نظامه؟!. هل يرى الدكتور البرادعى أن نترك المشهد يستفحل، لنجد المصريين نازلين إلى الشوارع حاملين فى أيديهم السلاح ضد بعضهم البعض، مرة بسبب الخلاف فى الرأى والرؤية، ومرة للثأر ممن قتلوا أبناءهم، وسفكوا دماء أطفالهم، ومرة للتنازع على رغيف خبز بسبب الجوع؟!. إن هذا النظام الذى تتحفظ على سقوطه هو الذى ساق هذا البلد بعد الثورة إلى أكبر محنة فى تاريخه، محنة التفكك والتشرذم والانقسام. ليس لمثلك يا دكتور أن يسقط هذا الأمر من تفكيره وهو يتحدث عن أوضاعنا الحالية. فهؤلاء الذين رفعوا منذ الوهلة الأولى لوصولهم شعار «إسلامية إسلامية» أسقطوا الوطن وأسقطوا المخالف لهم فى الدين، والمختلف معهم فى فهم الإسلام، من حساباتهم. وكانت تلك بداية الانقسام الذى أخذ فى مراحله الأولى شكل المهاترات اللفظية، والتسابق إلى حشد العدد الأكبر من الحناجر فى المليونيات، حتى وصلنا إلى «جمعة الحساب» بعد 100 يوم من حكم مرسى، يومها خرجت ميليشيات الإخوان لتأديب من تجرأوا على الاحتشاد لمحاسبة الرئيس على وعوده الخائبة، ثم كان ما كان فى «غزوة الاتحادية» التى تولى كبرها «دقون» الإخوان والسلفيين، ثم كان حصار المحكمة الدستورية لحماية ديكتاتورية «مرسى» التى ترجمها إعلانه الدستورى، وكان أيضاً حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، حين تحلقت الدقون حول العجل إياه. ولأن لكل فعل رد فعل -كما يقول العلم- فقد لجأ الشباب إلى تكوين مجموعات «البلاك بلوك»، ثم زف إلينا صفوت عبدالغنى على منصة جمعة «لا للعنف»! خبر تكوين «الوايت بلوك»، تلك الجمعة التى تحدث خطيب صلاتها عن الشقيقة الكبرى «جماعة الإخوان» وأنهم مختلفون معها، لكنهم يؤجلون هذه الأمور حتى تضع الحرب أوزارها!. ومؤكد أنه يقصد الحرب مع معارضى «الجماعة»، ويقول ذلك فى حضرة جمعة «لا للعنف» التى شرفها قتلة الرئيس السادات. عزيزى الدكتور «البرادعى»: لو كان تحفظك على مسألة إسقاط الرئيس والنظام يرتبط بقناعة لديك بأن أمريكا تريده وقادرة على تثبيت أوضاعه فقد أخطأت التقدير، لأن الشعب فى منشية ناصر وحوارى السيدة وأزقة كرموز وطين القرى المصرية هو الذى يقرر، ذلك الشعب الذى كنت أول من راهن عليه فيما سبق وصدق رهانك، وسوف تكون الخسارة من نصيبك يوم تراهن على غيره!.