ذكرت مجلة "بلومبرج بيزنس ويك" الأمريكية، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حكم لأكثر من عقد من النمو الاقتصادي الاستثنائي المدعوم بتأييد قياسي من الناخبين، مشيرة إلى أن هذا النجاح ربما يكون السبب في اضطرابات تركيا. وأوضحت المجلة، في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني، أن "هذا الوضع جعله أكثر جرأة على استخدام القوة، وجعل الكثير من الأتراك يعادون موقفه الذي يرى فيه أن انتصارات صناديق الانتخابات، تمنحه رخصة للتصرف كمستبد". وقالت: "من يأخذ موقفا معاديا من أردوغان، يقول إنه يتجاهل النقد الموجه لسياساته، وعلى سبيل المثال: التغييرات الدستورية المقترحة التي تزيد من سلطات الرئيس، والقيود التي فرضها على مبيعات الكحوليات". ونقلت المجلة عن كريم أوكتيم، وهو باحث فى أكسفورد موجود حاليا فى إسطنبول، قوله إن "السبب في الاضطراب في حقيقة الأمر، هو تماما مفهوم هيمنة أغلبية الديمقراطية الذي يرى فيها رئيس الوزراء نفسه بوضع يمتلك فيه سلطة كاملة لأن لديه نسبة 50% من الأصوات، لكنه لا يضع اعتبارا تماما لنسبة ال 50% الأخرى". ورأت المجلة، أن الاضطرابات تعد تطورا مفاجئا وجديدا على تركيا التي تم الترويج لها كمركز قوة اقتصادية، ونموذج يحتذى به للعالم الإسلامي خلال الربيع العربي. وأشارت المجلة إلى أن السمعة الطيبة للبلاد تقوم بوجه عام، على أكتاف أردوغان الذي جاء بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يرأسه للسلطة في عام 2002 بوعد تحقيق النمو والاستقرار. ولفتت إلى أنه بمتابعة من أردوغان، انطلق الاقتصاد وتم تخفيف العجز في الميزانية والتضخم وسداد كافة قروض صندوق النقد الدولي. ونوهت المجلة، إلى أن دخل الفرد بلغ أكثر من 10 آلاف دولار حاليا، أي تضاعف ثلاثة مرات تقريبا، فيما تعد تركيا حاليا اقتصادا سريع النمو في أوروبا. من ناحية أخرى، أضافت المجلة أنه "على الرغم من الرخاء العام، فإن بعض المحتجين يقولون إن الاقتصاد ليس بالقوة التي يبدو عليها، حيث قالت محتجة تعمل بمهنة تصميم الديكور وعاطلة عن العمل إن "الأتراك غرقى بالديون حتى رؤوسهم". وأوضحت أن حكومة أردوغان، زادت من الوقت الزمني المخصص لحصص الدين في المناهج الدراسية مما أثار امتعاض الطلاب العلمانيين. وأشارت المجلة إلى أنه منذ عام 2012 ذكرت لجنة حماية الصحفيين، أن تركيا باتت في مقدمة قائمة الدول من حيث أعداد الصحفيين المعتقلين في سجونها. وخلصت المجلة، إلى القول إنه "رغم نمو الاقتصاد التركي بقوة على مدار العقد الماضي، فإن الطبقة المتوسطة العلمانية تشعر بعدم الرضا عن النظام الحاكم".