أبرزت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية فى مقال بعنوان "لماذا يقاتل الأتراك لاسترجاع إسطنبول" التظاهرات التى تشهدها تركيا ضد حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، واعتبرت أن النمو الاقتصادى الجامح الذى تشهده تركيا الآن يساعد على تفسير احتجاجات المواطنين فى جميع أنحاء البلاد. وتابعت المجلة قائلةً: "على الرغم من الاقتصاد القوى الذي تتمتع به تركيا إلاّ أن حديقة "غزيى" الموجودة فى ميدان "تقسيم" لها قصة طويلة تتمثل فى كونها رمزاً للطبقة العاملة الذين يعيشون على هامش المدينة قبل قرن من الزمان، والآن أصبحت موطناً للأقلية الكردية التى هاجرت هرباً من التمرد الدموى فى جنوب شرق تركيا". ومضت المجلة قائلةً: "بالنسبة إلى سكان إسطنبول المعارضين ل"أردوغان"، فإنهم يعتبرون خطوة إزالة الحديقة دون التشاور معهم ليست مجرد إعادة صياغة للمدينة التى يعيشون فيها، بل هى تمكين لزمرة جديدة من رجال الأعمال الذين ينتمون بعلاقات قرابة ل أردوغان"والدليل على ذلك هو أن الرئيس التنفيذى للشركة القابضة التى ستقوم بإعادة بناء الحديقة هو زوج ابنه "أردوغان" ويبدو أن هذه العلاقة التكافلية بين السياسيين ورجال الأعمال قد ازدهرت فى تركيا عندما جاء 'أردوغان' إلى الحكم". ولفتت الصحيفة إلى ما قالته "آنا لوى سوسمان"، فى أحد كتاباتها فى مجلة "فورين بوليسى" العام الماضى، والتى وصفت فيه مشاريع حكومة "أردوغان" بأنها "أجندة اجتماعية متشددة يسعى أردوغان إلى تنفيذها بالعاصمة التركية أنقرة، ولا سيما بعد استهداف تجارة الجنس فى المدينة وحث الشرطة على ملاحقة العاهرات وهدم بيوت الدعارة لبناء أحياء جديدة راقية وهو ما كان يتم تنظيمه من قِبل الدولة". وختاماً، وصفت المجلة ما تشهده تركيا حالياً بأنه "تراكم للمظالم كلها فى حديقة "غزيى" بعد الشكاوى الكثيرة والتى لا تقتصر فقط على التنمية الحضرية للمدن، بل – يعتبرونه – استغراق فى التجبّر من قِبل رئيس الوزراء وأسلمة بطيئة للبلاد".