قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للطلاب الوافدين إنهم وديعة غالية لدى الجامعة، ووعدهم بإصلاح كل ما يواجههم من عواقب، مشيرا إلى أن العلم لا يُنال إلا بالتواضع. وأضاف الطيب، في كلمته أمام المؤتمر السنوي اأاول لبرلمان الوافدين: "عليكم أن تصارحونا بأحوالكم وتُفضوا إلينا بمتاعبكم، ولا تترددوا في ذكر أي مشكلة من مشاكلكم؛ فنحن لكم هنا آباء وأنتم لدينا وديعة غالية"، واعدا بأن يزيل من طريقهم كل العقبات حتى يتمكنوا من التفرغ لغايتهم، وهي استيعاب العلم والمعرفة. وأوضح أن العلم لا يُنال، كما يقول الإمام الغزالي، إلا بالتواضع وإلقاء السمع؛ مصداقا لقول الله تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"، لافتا إلى أن الدعوة لا تُثمر إلا بِمراعاة أحكامها وآدابها، وذلك وفق قول الله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، مشددا على أن "هذا هو نهج الأزهر فاحرصوا عليه وعلى تبليغه للأمة". وأوضح الدكتور عبدالفضيل القوصي، نائب رئيس الرابطة، أن القرآن هو الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء في حياتنا، وأن الأزهر هو الحارس الأمين على علوم القرآن الكريم، لافتا إلى أن الطلاب الوافدين ليسوا غرباء على مصر، وإنما هي بلدهم. وأشار الشيخ علي عبدالباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن عدد الوافدين الذين يدرسون بالأزهر بلغ 40 ألف طالبا وطالبة، يمثل طلاب المنح منهم ما لا يزيد عن خمسة آلاف طالب، والباقون يدرسون على نفقتهم الخاصة، وأتوا إلى مصر بتأشيرة سياحية وليس بتأشيرة دراسة، وغيَّر الأزهر التأشيرات للدراسة، ما يدل على مدى رغبة الآلاف في الدراسة في الأزهر حتى لو على نفقتهم الخاصة، منتقدا بعض الطلاب الوافدين الذين ينشغلون بالعمل ويهملون الدراسة، وكذلك من يتركون الدراسة بالأزهر ليدرسوا دراسة أخرى غير وسطية. ونبه إلى أن هناك توجيهات من الإمام الأكبر بضرورة استعمال العربية الفصحى داخل قاعات الدراسة، خاصة مع الطلاب الوافدين.