نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مقالاً للصحفي الأمريكي، بورزو داراجاهي، عن مصر بعنوان "الوطنية الشوفينية بديلاً للثورة في مصر"، مشيراً إلى أن القومية المتعصبة من قبل المصريين تجاه بلدهم أصبحت بمثابة بديل للثورة. وقال داراجاهي: "بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام حسني مبارك المدعوم من الجيش، تجاوزت مصر حدود تمجيد المؤسسات الأمنية التي هيمنت على البلاد على مدار 60 عام، إلى جانب الوطنية المتعصبة". وأشار الكاتب في مقاله إلى أن بعض المتخصصين وصفوا المزاج العام في مصر بأنه كموجة من مرض الذهان الجماعي، والتي تجسدت في التملق وعبادة المشير السيسي والقوات المسلحة النظامية التي يمثلها، -على حد تعبيره-. ونقلت الصحيفة قول محمد دهشان، الأستاذ المتخصص في الشأن المصري بجامعة "هارفارد" عن العسكرية المصرية: "كما لو أنهم يحاولون التخلص من أي معارضة، فذلك مثل أنحني لك وتفعل ما تريد، هناك حالة من الخضوع الطوعي، إنها صدمة لأنها أيضا مذلة ". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة تظهر جلياً أحياناً في صورة غضب أو عنف ضد نطاق ممن ينظر إليهم باعتبارهم أعداء، مثل جماعة الإخوان المسلمين ونشطاء حقوق الإنسان الذين ينتقدون الحملة الأمنية القائمة وصحفيين غربيين وحتى أشخاص من أصول ليبية أو فلسطينية. بينما سلط كاتب المقال الضوء على أن النيابة العامة في مصر استدعت ممثلي شركات لاستجوابهم بشأن اتهامات غريبة، مثل دعم المعارضة الإسلامية، ففي الشهر الماضي استدعت النيابة العامة المديرين التنفيذين لشركة فوادفون بعد اتهام "أبلة فاهيتا" بأنها تحرض الإرهابيين سراً لتفجير قنابل في إحدى مراكز التسوق من خلال إعلان لشركة فودافون، بالإضافة إلى التشكيك في إعلانات آخرى. ولفت "داراجاهي" النظر إلى أن الاستقطاب السياسي الحاد في مصر يغذي هذه المشاعر، والسياسة هناك بالنسبة لممارسيها مازالت لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء. وأضاف: "أن جزء من المزاج العام في مصر ينبع من اخفاقات واسعة النطاق وفشل جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم، التي سيطرت على الحياة السياسية في البلاد لعام ونصف قبل الإنقلاب العسكري المدعوم شعبياً في يوليو الماضي، مشيرا إلى أن ثورة 2011 خلقت ملايين من المسيسين، ولكنها لم تخلق قادة وطنيين. واختتم الصحفي الأمريكي، بورزو داراجاهي، مقاله قائلاً: "احترام القوات المسلحة عميق في المخيلة السياسية المصرية، لكن المزاج الحالي يتم تعزيزه عبر رسائل وطنية مؤيدة للجيش في وسائل الإعلام الرسمية وتلك المملوكة لأنصار نظام مبارك، وهذا يطغى على الأصوات المعارضة".