بسيوني حلم بعالم يسود فيه العدل والحرية ويحترم فيه الفن فقتلته رصاصة من الداخليه ودهسته سيارت شرطة يوم 28 يناير الشهيد أحمد بسيوني : عندى أمل كبير فى الناس أن تستمر فى المطالبة بحقوقها بسيوني لأدم ابنه : خذ بالك من ماما وأختك سلمى.. بكره هاتكبر وتعمل أحسن من اللي أنا بعمله الفنانين دائما هم روح الثورات ووجهها الباسم وهم الطليعة التي تهب للثورة جمالها وبهائها، وحده القادرون على كبح جماح الدماء والانتصار لقيمة الفن ولروح الأبداع، فالثورة ليست فقط بندقية، بل هي ريشة فنان وقصيدة شاعر وصوت مغن، الفنان والمدرس المساعد بكلية التربية الفنية الشهيد أحمد بسيوني أحد أبرز الوجه الفنية التي لم تكتفي بنضالها الفني والتعليمي ولكنه قدم روحه وحياته فداء لوطنه وفداء لقيم الحرية والعدل والجمال التي كان يغرسها في طلابه ويخلدها في فنه، سقط شهيد برصاصة غادرة من طلقات قناص من جنود الداخلية يوم 28 يناير 2011. الوادي تستعيد ذكريات الفنان الشهيد أحمد بيسوني مع زملائه وطلابه. فنانة العرائس ابتهال مصطفي فرج تستعيد ذكرياتها مع الشهيد أحمد بسيوني وتقول بداية معرفتي بالشهيد أحمد بسيوني كانت عام 2008 ، وكنت في وقتها طالبة بكلية تربية فنية وقومت بتدشين صفحه على الفيس بوك متخصصه فى فنون العرائس وبمجرد ما عملت الصفحه دخل عليها وكتب اول تعليق وكان بيقول "انا مبسوط ان فى صفحه معموله للعرائس وانا هكتب اسماء فنانين ومخرجين اشتغلوا فى المجال دة علشان الكل يستفاد منها" في حينها شعرت بفرحه كبيرة وأدركت اننى إمام فنان ومعلم يملك حس انساني رائع وتواضع كبير، في عام 2009 كنت قد تخرجت من الكليه وقرر الالتحاق بورشة الميديا وهى ورشه تقام فى كليه التربيه الفنيه كل عام بإشراف الدكتور شادي النشوقاتي، وهنا ألتقيت بالدكتور أحمد بسيوني وكان في حينها مسئول عن قسم الصوت بورشة الميديا، ومن خلال هذه الدورة تعلمت منهم الكثير من الخبرات، وبدأت أتكلم معاه عن مجال العرائس الذى تخصصت فيه بالكليه وأعشق العمل به، وشجعني جداً الدكتور أحمد وقالي انه يعشق فن العرائس من زمان والمدهش بالنسبة ليا أنه أقترح علي الدكتور شادي ان تقام ورشه لفنون العرائس ضمن (ورشه الميديا)وبالفعل السنه اللى بعدها 2010 كان فى ورشه مسرح العرائس التجريبى ووانا كنت المشرفه عليها، واستمر في تشجعي ومساعدتى في تطوير مهاراتى فى مجال العرائس. تضيف ابتهال ببساطه الدكتور أحمد بسيوني كان عاشق للفن لاقصى درجه ولم يكن يتأخر عن مساعدة اى أحد، ومن وجهة نظري هو أول فنان مصرى يشتغل فى فن"sound art " بطريقه ليس فيها تقليد للاجانب او نقل ونسخ،بالعكس شغله كان دائماً يحمل بصمته الشخصية ويعبر عن أسلوبه المميز، وقام بتعليم اجيال كتيرة في هذا المجال. نان النحت الشاب اسماعيل عبد الحليم كان أحد الطلبه الذين درسوا على يد الدكتور والفنان أحمد بيسيوني، يقول اسماعيل عن ذكرايته مع الشهيد،دكتور أحمد من اهم الناس اللي جعلتني أهتم بتفاصيل حياتي عن طريق محاضراته اللى كنت بحضرها خلال ورشة الميديا التي كانت تقام في كلية التربيه الفنيه في كل صيف، الدكتزر أحمد كانت له رؤية خاصه للحياة وكان بيوصلنا هذه الرؤية عن طريق محاضراته وابداعه الفني، ومن أهم القيم اللى زرعها في داخلنا هي قيمة الحرية وقيمة الجمال والتميز والعدل فكان دائماً يقول يجب أن يكون كل طالب فينا فكره المستقل واحلامه التي لا يجب أن يسمح لأي أحد أن يسرقها منه مهما كان الثمن، وكان دائما متقائل ويدفعنا للتمسك بالأمل رغم كل الظروق المحبطه التي كانت تحيط بنا قبل ثورة 25 يناير، وقبل ثورة يناير كان يشجعنا ويكتب عالفيس مطالبنا بالنزول والمشاركة إلى أن أستشهد برصاص الداخلية في يوم 28 يناير أثناء تصويره ومشاركته في المظاهرات. يقول الفنان أحمد الجعفري بداية معرفتي بالشهيد أحمد بسيوني كانت في عام 2007 حيث كان يقيم معرض "ماذا يحدث الان" بقصر الفنون وفكرة المعرض كانت رصد تفاصيل ما يحدث في حياة الناس خلال تلك الفترة بشكل فني تفاعلي قائم على المزج بين الفنون السمعية والبصرية ، فالهاجس الأساسي لبسيوني هو تحويل حياة الناس إلى نموذج فني قادر على لمس مشاعرهم والتعبير عنهم، بعد هذا كنت متابع لورش أحمد ومعارضه خاصة معرض "30 سنة جري في المكان" الذي كان يرصد حالة الجمود التي شهدتها مصر في عهد مبارك هذا المعرض الذي كان مرشح للمشاركة في مهرجان بينالي بفينسيا لكن بسيوني أستشهد قبل ان تكمل فرحته بالمشاركة فى مهرجان بينالي، وبعد أستشهاده كانت ادارة المهرجان بفينسيا حريصه على اقامة معرض "30 يوم جري في المكان" وتكريم الشهيد أحمد بسيوني، يضيف الجعفري بيسوني كان من أروع وأهم الفنانين الذين يدركون كيف يعبروا عن الواقع من خلال الفن التفعالي ومن خلال قدرته الهائله على تحويل طاقة الصوت وصورة الفيديو لحالة بصرية وسمعيه مدهشه، يكمل الجعفري عرفت خبر استشهاد بسيوني عن طريق الصدفة فينما كنت اشاهد التلفاز وجدت أغنية يا بلادي تذاع مع عرض لصور شهداء ثورة يناير وفاجأة وجدت صورة بسيوني تظهر على الشاشة، وكانت صدمة كبيرة على المستوي الشخصي وعلى المستوي الفني فبسيوني كان أهم الفنانين المبدعين في مجاله وكان دكتور ومدرس مجتهد جدا في كلية التربية الفنية وتخرج عل يده كثير من الفنانين الشباب الذين يتصدرون الساحه الفنيه الان، وأهم تكريم لبسيوني هو الاحتفاء بأعماله الفنية واقامة معرض دائم لاعماله. بيسوني .. بين الفن والثورة أحمد بسيونى واحد من أهم الفنانين والمبدعين في مجال الفنون السمعية والبصرية المعاصرة، ولد في 25 اكتوبرعام 1978 بمدينة الإسماعيلية، تخرج بدرجة الإمتياز من كلية التربية الفنية جامعة حلوان التى عمل بها مدرساً مساعداً فى قسم الرسم و التصوير و نال عام 2007 درجة الماجستير فى فن الصوت الرقمى، تزوج بسيوني وأنجب طفليين هم أدم وسلمي، لكن هذه المسؤلية الاسرية لم تمنعه من النزول والمشاركة والحشد لثورة 25يناير، شارك بيسوني من اليوم الأول في الثورة وكان حريص على دعوة طلابه واصدقائه إلى النزول كي يتحقق حلمه في مجتمع تسوده العداله ويحترم فيه الفن وتكفل فيه الحرية، كان بيسوني منذ يوم 25 يناير حتي استشهاد يوم 28 يحمل كاميرا الفيديو الخاصة به كي يسجل خروج الناس إلى الشارع، وأصوات هتافاتهم عند الكر والفر من رجال الشرطة، تمهيدا لعمل معرض فى نهاية هذا الشهر لكن القدر لم يمهله. كتب بسيوني قبل يوم 28 ينايرعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك " الأمن المركزي هراني ضرب بالشوم في منطقة الأسعاف ورغم ده هنزل بكرة ولو هم عاوزنها حرب احنا عاوزنها سلام بس انا بحاول استرد جزء كبير لكرامة مصر وشعبها ولحد دلوقت انا ماسك ومحافظ على الاسلوب اللائق في التعبير" وكتب أيضا "عندى أمل كبير فى الناس أن تستمر فى المطالبة بحقوقها، وتأكيده لسلمية المظاهرات فى التحرير مقابل إرهاب الشرطة" ويوم 28 دار هذا الحوار في بيته قبل ان يغادر ليشارك في مظاهرات جمعة الغضب التي استشهد فيها " زوجة الشهيد : بلاش تروح المظاهرات النهاردة، إنت روحت الأيام الثلاثة اللي فاتت، خليك معانا النهاردة الأولاد عايزين يلعبوا معاك .. بابا خدنى معاك المظاهرة عايز أعمل زى ما أنت بتعمل" كانت هذه العبارات آخر ما دار بين الشهيد أحمد بسيوني وزوجته وابنه الصغيرادم" فرد عليهم الشهيد بسيوني قائلاً " آدم خذ بالك من ماما وأختك سلمى.. بكره هاتكبر وتعمل أحسن من اللي أنا بعمله" بعد أستشهاده يوم 28 يناير منحته الكليه منحته درجة الدكتوراة الفخرية عن بحثه فى فلسفة الفنون التفاعلية الرقمية والإلكترونية المرتبطة بالبرامج مفتوحة المصدر. كانت علاقة بيسوني بطلابه أقرب لعلاقة الاصدقاء والاخوة وكان دائماً يدعو تلاميذه إلى النزول للشارع، لرصد حياة الناس والتفاعل معهم كي يجعلوا من فنهم مرآة حقيقية لهذا المجتمع، كان بسيوني حريص دائماً في معارضه الفنية أن يجعل الفن مفهوما لدى طبقات الشعب العادية، وكان يزور الأماكن الشعبية فى مصر لكى يسمعهم الموسيقى لإيمانه أنهم قادرون على تذوق الفن، وكان يحرص على تقديم دروس مجانية فى ورشة عمل فنية فى كلية الفنون بالتعاون مع أساتذة آخرين، استمرت تلك الورشة لمدة 10 سنوات عن آخر مستجدات الفن الحديث، كما عمل فى مشروع تطوير منطقة الفجالة بالقاهرة مع الفنان محمد عبلة. كان يحلم بفن مصرى يصل للعالمية ويؤمن بأن للفن رسالة قائمة على الحرية والعدالة، ويجب على الفنانين أن يقوموا بهذا الدور لهذا نزل إلى الشارع وشارك في ثورة 25 يناير، وأستشهد في جمعة الغضب يوم 28 يناير برصاص أحد القناصة ولم تكتفي الشرطة بهذا بل دهسته أحد سيارتها، وحتى الان لم يحاكم قتلته رغم تقرير الطب المستشفي الذي أكد إصابته برصاص حى، وبتهتك فى الذراع والصدر والأرجل، نتيجة دهس سيارة الشرطة له.