العلم والفن هم القيمة القادرة على البقاء والاستمرار على قيد الحياة حتى لو رحل أصحابها، وفي ذكرى ثورة 25 يناير أقل تقدير يمكن أن نقدمه لأحد شهدائها وفنانيها الدكتور أحمد بسيوني هو أن نرصد ونحتفي بأعماله الفنيه والابداعيه المتميزة. الوادي حاورت عدد من طلاب وزملاء الدكتور أحمد بسيوني وحصلت منهم على العددي من الصور التي تؤرخ وترصد أعمال الشهيد الفنية بالاضافة إالى العديد من الرسائل التي وجههوا له في ذكري ثورة يناير التي أستشهد فيها الشهيد بطلقه غادرة يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011. في البوم صور يحتوي على 13 صورة كتب عمر هشام تلميذ الشهيد أحمد بسيوني " صاحبتك في حياتك سنتان علمتني الكثير و كنت رمز للحياه و الامل، و صاحبتك في سيارة نقل الموتى من مشرحة زينهم الى بسيون بطنطا و كنت كالعريس في اسعد يوم في حياته.. يا بسيو حتوحشنا يا عم يا بختك " يحتوي الالبوم على مجموعة من الصور ترصد ملاح حياة الدكتور والفنان الشهيد أحمد بسيوني فمنها صور لبعض معارضه الفنية وصور أخري له مع اصدقائه مرتدي واقي الغاز اثناء ثورة 25 يناير، بالاضافة إلى صور له وهو يقوم بالشرح في أحد المحاضرات. يقول عمر عن ذكرياته مع الشهيد أحمد بسيوني " في البداية أتعرفت على الدكتور أحمد سنة 2009 وكنت حينها طالب بالسنة الأولي بكلية تربية فنية وكان هناك عددة ورش فنية تقام فالصيف من كل عام ويعرض بعد ذالك ناتجها وشاهدت نتاج أحد الورشة التي كان يشرف عليها الدكتور احمد وذهبت اليه وطلبت ان اشترك معه في ورشته القادمة وبالفعل التحقت بالورشة وكانت عن الموسيقي الاكترونية، وهذه الورشة كانت سبب في تغير كبير في حياتي على المستوي الشخصي والفني، فدكتور أحمد بيسوني شخصية مدهشة فهو لم يكن يعلمنا كيف نصنع فن، ولكنه كان يعلمنا كيف نكون فنانين كيف نكتشف حواسنا والابداع الموجود في كل جزاء في جسمنا وفي كل شىء حولنا في العالم، وكان بيدربنا كيف نسمتع للاصوات التي تحيط بنا ونعيد استخدمها مرة أخرى بشكل فني فنخرج مهزوفة رائعه بعد ان كانت هذه الاصوات تمثل مجرد ضجيج، بعد هذه الورشة بدأت علاقتنا تتطور وتقترب أكثر خاصة ان الدكتور أحمد كان ياعملنا بتواضع ومحبه كبيرة جدا، قبل 25 يناير كنت مشترك معاه في ورشة صوت وبعتلنا انا وباقي المجموعة في الورشة رسالة مكتوب فيها كل واحد فيكم ينزل يوم 25 ويلبس هدوم شتويه عشان البرد وياخد خوذة ومايك وكاميرا عشان هنسجل اصوات 80 مليون مصري نازلين يرفضوا الظلم ويطالبوا بحياة كريمة وهذه الاصوات هتكون شغلنا في الورشة الجاية، لكنه استشهد قبل ان يستطيع ان ينظم هذه الورشة التى كانت ستبقي احد أهم المشاريع الفنية التي تؤرخ لثورة يناير". يكمل عمر استشهد الدكتور أحمد بسيوني يوم 28 ووجدنا جثته يوم موقعة الجمل بمشرحة زينهم ويومها كنت موجود بسيارة الاسعاف التي حملت جثمانه مع أخوه باسم بسيوني والفنان حسام هدهد والفنان مصطفي على، الوضع في سيارة الاسعاف ونحن بجوار الجثمان كان شىء مهيب جداً، وعندما وصلنا إلى بلده بسيون بطنطا وجدنا اعداد كبيرة من اهل القرية في استقبالنا وكان يخيم عليهم حزن عميق لم امر مثله قط، يضيف عمر الدكتور أحمد بسيوني ببساطه هو الوحيد الذي كان يستحق ان يكون شهيد فهو يملك من الاخلاص والبراءة والامانة والبهجة ما يفوق الوصف لذالك كان لابد ان يختار ليعيش في عالم اخر اكثر عدلاً وجمالاً. يضيف عمر بعد استشهاد الدكتور بسيوني الناس الاشخاص الذين كانوا يعرقلوا مسيرت الدكتور بسيوني ويحاولون ان يفسدوا عليه مجال عمله يتحدثون عنه وعن روعته وعن صداقتهم وعلاقتهم الجيدة ، وادارة الكليه وضعت له صور بحجم ثلاث ادوار وخصصت قاعه بأسمه لكن كل هذا تضائل الان لدرجة ان كل الصور التي كانت موجوده له بالكليه لم يعد باقي منها سوى صورة صغيرة فى مدخل الكليه ومقطوعه. يكمل عمر من الاشخاص المقربين من الدكتور احمد بسيوني والمخلصيين جدا والذين نطموا معارض فنيه لتخليد اسم الدكتور بسيوني هو الدكتور شادي النشوقاتي الذي نظم واقام العديد من المعارض لاعمال الشهيد الفنية داخل مصر وخارج مصر، وخلال الفترة القادمة هناك تجهيزات لاقامات معرض مجمع لجميع اعمال الشهيد احمد بسيوني الفنية. آيه الاوردي أحد الطلبات التي درست وتعلمت علي يد الدكتور أحمد بيسوني أرسلت لنا العديد من الصور للمعارض والورش الفنية التي كان يقيمها الشهيد أحمد بسيوني وقالت آيه " الدكتور أحمد بسيوني هو اعظم انسان قابلته فى حياتى، بداية معرفتي به عندما كان يدرس لنا تصوير فى اول سنة ليا فى الكلية، تأسست على ايديه، الوحيد اللى اتعلمت منه معنى الفن التفاعلى و فن الاداء و ازاى تكون جزء من العمل الفنى ..كان له فكر غريب و عميق جدا فى نفس الوقت ..كان طاحن نفسه معانا بمعنى الكلمة ..علمنى حاجات كتير اوى، ذكرياتي معاه انا وكل دفعتي كتير جدا : افتكر يوم ولادة بنتة سلمى عمل تصويت على فيس بوك عشان الناس هى اللى تسميها و فعلا الاجماع كان على سلمى ربنا يحفظها، -كانت ليه ضحكه بجد مليانة امل و حب للحياة كان ديما يحكلنا ازاى كافح من اللا شئ عشان يوصل انه يبقى حاجة و ان كل واحد لازم يبقى عنده حلم لو حطة فى دماغه هيحققه، كان دائما يقولنا غذى عينك خلى عينك كاميرا طول منتا ماشى ركز و شوف اللى بيحصل وارصده وحاول تغير المنظار القبيحه وتحولها لفن جميل، ووقت الثورة: كان متحمس كان عندة امل ان البلد هتتغير للاحسن نزل من يوم 25 رجع فرحان جدا كان كل يوم يرجع يكتب عل الفيس بوك وكله حماس و امل.. عايز يحفز الناس عشان تنزل تغير البلد، لكنه استشهد يوم 28 برصاص الداخليه، ويوم ما عرفت انه استشهد مكنتش مصدقه والصدمه كانت اكبر من يحتملها اي واحد عرف الدكتور احمد عن قرب. الوادي طلبت من زملاء وطلاب ومحبي فن أحمد بسيوني ان يكتوبوا له رسالة في ذكري ثورة 25 يناير فكانت هذه هي اهم الرسائل التى حصلنا عليها : الفنانة سوزان جمال الدين " رسالتي لأحمد بسيوني هي تحيه وحب وعرفان للشهيد البطل ، اللى ضحى بنفسه عشان بلده تعيش" المصور عمر هاشم يقول " معتقدش الشهداء الذين يسكونون السماء مجتاجين لرسائل من الناس اللى لسه عايشين على الأرض .. رسالتي هتكون لادم ابنه وسلمي بنته وهقوله : أحنا أسفين لأننا مقدرناش نجيب حق والدكم" الفنان والدكتور شادي النشوقاتى صديق وزميل الفنان أحمد بسيوني يقول "لا أحد يعرف حجم الموهبة التي فقدناها بغياب بسيونى" فنانة العرائس ابتهال مصطفي فرج تقول " احب اقوله احنا اسفين علشان معرفناش نجيب حقك من اللى قتلوك" آيه الاوردي " ربنا يرحمك .. ويحمي ولادك .. واسفين على تقصرينا في حقكك " الفنان أحمد الجعفري يقول" خسرنا على المستوى الخاص صديق وانسان رائع وعلى المستوى العام خسرنا فنان وباحث فني كبير، وجوده معانا كان هيفرق جدا في تطوير الفنون السمعية والبصرية"