أثار تعيين حاييم كورين سفيرا لإسرائيل فى مصر حفيظة الكثير حيث تصفه وسائل الإعلام بأنه مهندس عملية تخريب السودان خاصة بعد سمعته السيئة فى توتر العلاقات بين جوبا و السودان، وهذا ليس غريبا على الأحد عشر سفير الذين سبقوه فى مصر منذ عام 1980 حيث أنهم إشتركوا فى بعض النقاط مثل أن جميعهم ترك مصر كارها لها وكل منهم لديه أسبابه الخاصة فمنهم من تعرض لمحاولات إغتيال كموشية ساسون ثاني سفير بالقاهرة و شالوم كوهين الذى تعرض للعديد من محاولات القتل هو الآخر و شمعون شامير الذى أطاح المصريون بحلمه فى تدشين المركز الأكاديمي الإسرائيلي ليكون مقرا للتطبيع الثقافي بين الكيان الصهيوني ومصر، و تسيفي ميزائيلي الذي يعد صاحب المقولة الأشهر من بين السفراء حينما وجه سؤال للمصريين قائلا لهم.. " لماذا تكرهونا "، و منهم من لم يستطع البقاء فى مصر لفترة لا تتعدى بضع شهور لكنهم لا يفوتون أى مناسبة للتعليق على الأوضاع فى مصر، زاعمين أنهم يعلمون الكثير و الكثير عن الدولة التى تحطمت فيها جميع المساعي الصهيونية لكسب مشاعر شعبها. ووفقا لنصوص معاهدة كامب ديفيد المبرمة بتاريخ 17 سبتمبر 1978، فإنه يجب إقامة علاقات طبيعية بين الطرفين المصري والإسرائيلي فقد تضمنت أحكام الاتفاقية فى المادة الثالثة فقرة (3)، أن الطرفين يتفقان على أن العلاقات الطبيعية التى ستقام بينهما ستتضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية. تغيرت الأسماء وظل منصب السفير الإسرائيلي فى القاهرة وأندلعت الثورة ولم يتغير شئ، فعلى الرغم من تكرار سيناريو سحب السفير المصري من تل أبيب ثلاث مرات إلا أن الكيان الصهيوني إلتزم ضبط النفس لتأكده من أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر ثروته الحقيقية فى منطقة الشرق الأوسط. إلياهو بن أليسار كان أول ممثل دبلوماسي للدولة العبرية بدرجة سفير تحديدا في الثلاثاء 26 فبراير 1980 لكن الشعب المصري لم يستقبله بالحفاوة و الورود كما استقبل شعبه الرئيس أنور السادات فى زيارته التاريخية من قبله ببضعه أعوام، ولم تدم اقامة بن اليسار كثيرا فى القاهرة حيث غادرها بعد عام واحد فقط، طالبا نقله لإسرائيل ليحل محله موشية ساسون و الذى ظل سفير لاسرائيل فى القاهرة لمدة سبع سنوات كاملة ، وهو أول سفير اسرائيلي يتم تنفيذ محاولة اغتيال ضده لكنها باءت بالفشل على يد تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين و قام بسرد كل المواقف التي مر بها فى مصر فى كتابه الشهير سبعة أعوام فى أرض المصريين . تسلم شمعون شامير مهامه كسفير لإسرائيل خلفا لساسون فى يونيو عام 1988 و قام بتأسيس المركز الأكاديمي الاسرائيلي الذى كان يتخيل أنه سيكون سببا فى فتح صفحة جديدة مع المصريين لكنه لم يكن يعلم أن المصريين كانوا يحملوا لهذا المركز كراهية تحت الجلد بإعتباره ممثلا ثانيا للدولة العبرية بعد السفارة داخل الأراضى المصرية، حتى أنه تم اطلاق لقب وكر الجواسيس على ذلك المركز وتفرض عليه حراسة مشددة حتى الآن خوفا من التجنيد بحجة التطبيع الثقافي. وحصل شامير علي تأشيرة سفر للأردن ذهابا فقط فى عام 1991 كما تقدم إفرايم دوفاك السفير الرابع باستقالته بعد أقل من عام وكان السفير الخامس ديفيد بن سلطان أول سفير من أصل مصري من مواليد الإسكندرية عام 1938، وفي لكنه ترك القاهرة وعاد لبلاده قبل انتهاء فترته بثمانية أشهر كاملة وقبل إنعقاد المؤتمر الاقتصادي بالقاهرة في نوفمبر من عام 1996 ليظل المنصب شاغرا قبل أن يشغله تسفي ميزائيلي صاحب العبارة الشهيرة التي جاءت فى كلمته.. لماذا تكرهوننا؟. وفى عام 2001 تسلم مقاليد الأمور جدعون بن عامي خلفا لميزائيلي و الذى رفض السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق لدى اسرائيل التعليق على قرار الخارجية الإسرائيلية ترشيح جدعون بن عامي سفيرا لها في القاهرة، وقال ان هذا امر يخص إسرائيل لكنه قال ان إمكانية عودة سفير مصر لإسرائيل في هذا الوقت صعبة لعدم التزام حكومة شارون بالقرارات الدولية حول الحقوق العربية المشروعة الى ان جاء ايلي شاكيد فى يناير 2004 و بالكاد أكمل العام و رحل فى عام 2005 و تولى بعده منصب السفير الاسرائيلي شالوم كوهين الذى قال فى الحوار الذى اجراه معه راديو جيش الدفاع الاسرائيلي بأنه تعرض للتهديد بالقتل أكثر من مرة طوال مدة خدمته كسفير لإسرائيل في القاهرة لأكثر من 4 سنوات، وأرجع السبب في هذا إلي حالة العداء التي تشنها الأجهزة الإعلامية المصرية ضد إسرائيل و سلم كوهين مهامه للسفير الأسبق إسحاق ليفانون فى نوفمبر 2009. "ليفانون" من مواليد العاصمة اللبنانية بيروت وشغل منذ السبعينيات عددا من الوظائف البحثية والدبلوماسية كما شغل في السابق منصب القنصل الإسرائيلي بكندا وولاية نيو أنجل ند الأميركية والقنصل الإسرائيلي العام بمونتريال بكندا، ومستشاراً سياسياً بسفارة تل أبيب في باريس ونائب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى منظمة اليونسكو، وأخيراً مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة في جنيف ، ثم أصبح بعد ذلك ناطقاً بلسان الخارجية الإسرائيلية في كل مكان، بالإضافة إلى مجال تخصصه فهو خريج الجامعة العبرية بالقدس المحتلة وحصل منها على شهادة عليا في شئون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية وتبعها بالحصول على دورة تدريبية في الشئون الدبلوماسية بالنمسا. وقال ليفانون فى أحد حواراته مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الرئيس المعزول محمد مرسي فى بدايه حكمه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أنه لن يكون كمحمد مرسى الناشط بجماعة الإخوان المسلمين وأنهى ليفانون عمله كسفير لإسرائيل فى القاهرة فى ديسمبر 2011 عقب إقتحام السفارة الإسرائيلية من قبل متظاهرين مصريين ليلة التاسع من ديسمبر 2011 ليسلم مهمته كسفير ليعقوب أميتاي. عمل عميتاي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة منذ منتصف الثمانينات لسنوات في مهمات بحثية تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية ثم عمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية بين عامي 1989 و1993، ثم سفيراً لإسرائيل في كينيا، ومسؤولًا عن مصالح إسرائيل في دول شرق أفريقيا، ثم شغل منصب سفير إسرائيل في إثيوبيا لثلاث سنوات، ثم أصبح نائبًا لرئيس مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية. وآخرا وليس أخيرا يعد حاييم كورين الذى صدقت "لجنة التعيينات" بوازرة الخارجية الإسرائيلية بتعيينه سفيرا لإسرائيل فى مصر خلفا لعميتاي، حيث عمل كورين قنصلا فى كل من نيبال، الأسكندرية و شيكاغو لينتهى به المطاف كسفيرا لإسرائيل فى جنوب السودان حيث اتهمته الحكومة السودانية أكثر من مرة بمشاركته فى عمل بلبلة بين جوبا والخرطوم والشروع فى توتر العلاقة بينهما. وفى السياق ذاته أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن كورين عمل مديرا لدائرة الشرق الأوسط و دائرة التخطيط بوزارة الخارجية الإسرائيلية وعمل محاضرا فى جامعة حيفا و باحثا فى جامعة شيكاغو. كما كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية فى تقريرا لها على موقعها الإلكتروني "NANA NEWS 10" أن دولة تركمستان رفضت توليه منصب السفير الإسرائيلي لديها، حيث رُفض بسبب سمعته فى جنوب السودان والتقارير السودانية التى تدينه بتوتر العلاقة بين جوبا والخرطوم.