شمس المصرى- محمود الشهاوى: اعتبر سياسيون أن نزول القوى الإسلامية وخاصة "الإخوان المسلمون" إلى ميدان التحرير جاء لخدمة أهدافهم ومصالحهم السياسية وليس استكمالا للثورة، مؤكدين أن الإخوان تخلوا عن الثوار طوال المرحلة الانتقالية ولم يستجيبوا لدعوات القوى الثورية لاستكمال الثورة وصبوا كل اهتمامهم على الانتخابات. وقال الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: إن القوى الإسلامية تحاول ركوب الثورة مجددا، بعد أن تخلت عن الثوار خلال المرحلة الانتقالية، معتبرا أن المشهد تكرار لما حدث فى الأيام الأولى للثورة حين نزل الإخوان يوم 28 يناير وركبوا الثورة بعدها. وأشار إلى أن الإخوان يستغلون الغضب الشعبى بعد الأحكام الصادرة ضد مبارك والعادلى وبراءة جمال وعلاء لخدمة الدكتور محمد مرسى مرشحهم للرئاسة، وكسب تأييد القوى الثورية والسياسية لصالحه فى جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية، موضحا أن كثيرًا من القطاعات الثورية ترفض ذلك ولا تعتبر مرسى مرشحا للثورة. وأوضح زهران أن المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير يطالبون بمجلس رئاسى مدنى وحكومة إنقاذ وطنى وإلغاء الانتخابات الرئاسية، وتطبيق قانون العزل السياسى على رموز النظام السابق وفى مقدمتهم "أحمد شفيق"، وتشكيل محاكم ثورية لإعادة محاكمة "مبارك" وأعوانه، مشيرا إلى أن الجماعة ترفض ذلك وتعتبر الانتخابات الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة. من جانبه أكد "سامح الراشد" الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مواقف القوى الإسلامية وخاصة الإخوان مواقف تكتيكية تتعامل مع كل حدث على حدة ولا تتعامل مع الثورة بنظرة شاملة طويلة المدى. وأضاف: أن الإخوان نزلوا إلى الميادين خوفا على مكاسبهم التى حققوها طوال الفترة الماضية وخشية تأجيل الانتخابات الرئاسية التى يطمعون فى الفوز بها. فى حين أوضح "عماد الفقى" المستشار القانونى للمنظمة العربية لحقوق الإنسان أن الإخوان كان يجب عليهم أن يسنوا تشريعات لحماية الثورة تشمل مجموعة من المواد التى تحدد الجرائم التى من شأنها إجهاض الثورة، والمساس بها وتجريم محاولة إعادة إنتاج النظام السابق، علي أن يتضمن هذا القانون العقوبات المقررة لهذه الجرائم، إضافة إلى إصدار قانون العزل والحرمان السياسى لرموز النظام السابق، وإصدار قانون آخر لحل الأحزاب السياسية التى كانت متواطئة مع نظام "مبارك" والصحافة التى كانت تمجده، وبعض القنوات الفضائية التي تسب الثورة صباحا ومساء. وأشار إلى أن نزول "محمد مرسى" إلى ميدان التحرير عقب الحكم على مبارك لن يرفع أسهمه فى مواجهة "شفيق"، لأن بين الثوار والإخوان المسلمين ثأر حين تخلى الفصيل الأخير عن الثورة فى أكثر من حدث، والثوار يدركون أن نزول قيادات وممثلى الإخوان للتحرير مرتبط بتحقيق مكاسب سياسية وكسب قطاع من مؤيدى "حمدين صباحى" و"خالد على" بعد خروجهما من سباق الرئاسة. وتعجب الفقي من موقف الإخوان المسلمين عقب الحكم علي مبارك بنزولهم الميدان قائلا: "كان يمكنهم فور انتخاب البرلمان واستحواذهم علي أغلبية مقاعده أن يصدروا قانون العزل السياسى، بدلا من مناقشة قوانين سن الحضانة للأمهات ومنع تدريس اللغة الإنجليزية وتعديل قانون الخلع، ولكنهم اكتفوا بالأقوال دون الأفعال رغم امتلاكهم السلطة التشريعية ولم يصدروا قانون العزل السياسى، إلا عندما شعروا بالتهديد من ترشح كل من عمر سليمان وأحمد شفيق. وأكد "عبد العليم محمد" مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تباطؤ الإخوان المتعمد فى إصدار قانون العزل وعدم إصدارهم أى قوانين من شأنها حماية الثورة وتحقيق مطالبها رغم سيطرتهم على البرلمان، يعطى تفسيرا لنزولهم الميدان اعتراضا عن الحكم فى قضية القرن، خاصة وأنهم قد ابتعدوا عن الثوار فى الفترات الأخيرة وتخلوا عنهم.