«الصحة» تعترف.. والخبراء: ظاهرة مسئولة عن انتشار الأدوية المغشوشة وتعرض حياة الملايين للخطر التجمع الصيدلى: الصيدليات المخالفة تجنى 4 مليارات دولار سنويًا من تجارة الأدوية المهربة والمنشطات الجنسية باتت أزمة الصيدليات المخالفة، التى لا يديرها صيادلة، كابوسًا يهدد صحة المواطنين، وأحيانا يهدد حياتهم، لأن أغلب الصيدليات التى يديرها غير متخصصين تقع فى فخ صرف أدوية خاطئة، أو تتحول إلى محلات للاتجار فى الأدوية المهربة والمواد المخدرة والمنشطات الجنسية. حملة قام بها بعض الصيادلة لمعرفة عدد الصيدليات التى يديرها غير متخصصين، كشفت عن كارثة، تتمثل فى انتشار آلاف الصيدليات التى يديرها موظفون يعملون فى مدارس أو حاصلون على دبلومات فنية، أو «صنايعية» يعملون سباكين ونجارين، بالإضافة إلى أئمة مساجد ومكوجية أيضًا. فى الأسبوع الماضى، تم ضبط 12 صيدلية فى محافظة القليوبية تبين أن من يديرها نجارون وسباكون، الأمر الذى أشعل الغضب داخل جدران نقابة الصيادلة، ودفع فريقًا من الصيادلة إلى الخروج فى حملة لرصد الصيدليات المخالفة على مستوى الجمهورية. وقد كشفت مصادر بالنقابة أن هناك ما يقرب من 20 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية يديرها غير صيادلة، فيما وصل حجم تجارة الأدوية المهربة والمنشطات الجنسية فى مصر إلى 4 مليارات دولار سنويًا. وحصلت «الصباح» على خريطة بأسماء الصيدليات التى يديرها غير صيادلة، ففى محافظة الجيزة بالحوامدية، هناك صيدلية «جمال ب.»، وسافر صاحبها إلى قطر منذ سنوات، وقام بتأجيرها لشخص حاصل على دبلوم صنايع. وفى البدرشين هناك صيدلية «محمد ف» بسقارة، ويديرها إمام مسجد يدعى الشيخ حامد، حيث يقوم بعمل خصومات وعمل جلسات بخار وكشف على النساء والأطفال. وهناك صيدلية «الشروق»، ويستأجرها طبيب بيطرى من صاحب الصيدلية، ويعطى إدارتها لابنه الحاصل على بكالوريوس تجارة. كما توجد بالبدرشين، صيدلية «أسامة ف.»، ويديرها « أنطون س.»، الذى يعمل أصلا «مكوجى». وفى مدينة السادس من أكتوبر، توجد صيدلية الدكتور «عمرو س.»، يديرها نجار مسلح. أما فى الغربية فتوجد صيدلية الدكتور «حاتم ج.»، ويديرها مدرس. وهناك صيدلية «أمجد ع.» بالمحلة الكبرى، وصيدلية العشرى، و«مصطفى م.»، وصيدلية الإمام والمحمودة ونور الدين، ويتولى إدارتها جميعًا طلاب. كما توجد فى مدينة ميت غمر، صيدلية « نهى ك.»، ويديرها شقيقها الحاصل على شهادة معهد فنى صناعى، وتقدم خصومات 12 فى المائة على الأدوية. أما فى محافظة الشرقية، فتوجد بقرية الصوفية صيدليتان هما «محمد م.»، و«محمد ش.»، ويديرهما حاصلان على دبلوم. وفى بنى سويف توجد صيدلية «إسلام م.» بشارع الجزيرة، ويديرها حاصل على دبلوم تجارة. وفى القاهرة، بمدينة 15 مايو، توجد صيدلية «غادة م.»، وصيدلية « فايزة ح.»، ويديرها خريج كلية تجارة. وفى المعادى صيدلية «أحمد أ.» بمدينة المعراج، يديرها 3، أحدهم خريج كلية تجارة، والثانى خريج كلية تربية، والثالث حاصل على دبلوم. وفى المنوفية، بمدينة أشمون توجد صيدلية كفر الفرعونية، ويديرها شاب تخرج فى كلية تجارة، ومن يصرف روشتات المرضى جميعهم حاصلون على دبلومات فنية. وفى البحيرة، بمدينة كفر الدوار توجد صيدلية «حامد ع.» يديرها عامل دهان. وفى كفر الشيخ، توجد صيدلية «محمد ب.»، يديرها موظف بشركة خاصة منذ أكثر من 7 سنوات. كما توجد صيدلية «هبة ع.» التى يديرها خريج تجارة، وصيدلية «شيماء ص.» التى تم تأجيرها لصاحب مخزن مستلزمات طبية. وفى الإسكندرية، توجد صيدلية «الزهور»، التى يديرها خريج تجارة. وفى أسيوط، صيدلية «أنطونيلا»، وسافرت صاحبتها إلى كندا، ويديرها الآن شاب تخرج فى كلية التجارة ويوهم الناس بأنه صيدلى. وفى البحيرة، توجد سلسلة صيدليات «نجيب م.»، و90 فى المائة من هذه الصيدليات تقوم ببيع الترمادول، بحسب قول الأهالى، ومن بين العاملين بها محكوم عليه فى قضية اغتصاب داخل الصيدلية، وتم إبلاغ التفتيش بذلك، ولكن دون جدوى. وقال أحمد الدمرداش، نائب رئيس التجمع الصيدلى المصرى ل«الصباح»: إن حجم تجارة الأدوية المهربة فى مصر وصلت إلى معدلات خطيرة، لافتًا إلى أن تجارة المنشطات الجنسية المهربة وصلت إلى 4 مليارات دولار، حسب المؤشرات الرسمية التى أعدتها منظمات مكافحة الأدوية المهربة. وأضاف أن المسئول الرئيسى عن هذه الأزمة هم الصيادلة أنفسهم، وقال: «نحن كتجمع صيدلى قمنا بإعداد حملة لرصد عدد الصيدليات التى يديرها غير صيادلة، وكانت الكارثة الكبرى، أن أغلب أصحاب هذه الصيدليات يفتحونها للتربح بطرق غير مشروعة، حيث ينص القانون على أن الصيدلى الحاصل على رخصة بمزاولة المهنة من النقابة والوزارة يحق له الترخيص بصيدلية وإدارة أخرى، إلا أن ما يقوم به أغلب الصيادلة أنهم يحصلون على الترخيص، ثم يكلفون أشخاصًا آخرين غير صيادلة بإدارة هذه الصيدليات». وأوضح أن من ضمن الشكاوى التى تم رصدها قيام «موظفين وأساتذة فى المدارس الابتدائية والإعدادية ومكوجية وسباكين وأئمة مساجد» بإدارة صيدليات. وحذر الدمرداش من أن أغلب الصيدليات المخالفة هى التى تنعش سوق الأدوية المغشوشة، والمنشطات الجنسية المهربة، مثل «الترمادول والتامول»، مشيرًا إلى أن أغلبها يأتى من الصين عن طريق التهريب. وقال إن المنشطات الجنسية تأتى فى «ببرونات أطفال»، لسهولة تهريبها، ويتم تعبئتها هنا فى القاهرة، وبعد ذلك يتم بيعها للصيدليات المخالفة. من جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، أكد ل«الصباح»، إنه منذ 3 شهور أصدرت الوزارة بيانًا يكشف وجود30 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية تم المرور عليها، ووجد بعدد كبير منها مخالفات، وتم تحرير محاضر لها، «وفى هذا التوقيت خرج الصيادلة على الوزارة وقاموا برفع دعوى قضائية علينا». وقال عبد الغفار إن وزارة الصحة تدعم وتساعد النقابة فى الإصلاح، ووصف ما يقوم به الصيادلة الآن من شن حملات لضبط الصيدليات المخالفة بأنه «عمل عظيم»، متمنيًا أن يستمروا فى تطبيقه، مؤكدًا استعداد التفتيش الصيدلى التابع لوزارة الصحة لتلقى أى شكاوى فى هذا الصدد وتحرير المحاضر اللازمة عند رصد أية مخالفات.
