أصبحت بعض صيدليات المنيا بابا خلفيا لتجارة الأدوية المدرجة بجدول المخدرات, كالتامول, والترامادول وغيرهما من الأدوية المحظور بيعها إلا بروشتة طبية معتمدة من طبيب, ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك تماما, وبات الصبية وسائقو الميكروباص يحصلون علي هذه الأدوية يوميا عيني عينك من الصيدليات بجميع مراكز المنيا, اللهم إلا عدد القليل جدا من الصيدليات التي ترفض الانزلاق في هذا المستنقع برغم المكاسب الخيالية التي يجنيها الآخرون, حتي إن الطالب يتخرج في كلية الصيدلة ويحصل علي ترخيص فتح صيدلية واثنتين وثلاث, ويسافر للخليج ويترك بالصيدلية عاملا حاصلا علي دبلوم, وفي أفضل الحالات فني, أو يؤجر الصيدلية بمبالغ كبيرة, ومن ثم يقدم المستأجر الجديد علي بيع أي شيء في سبيل الربح, لهذا يتم بيع أدوية جداول المخدرات, والمنشطات الجنسية بأنواعها دون روشتة طبية, في غياب تام للرقابة علي الصيدليات من قبل مديرية الصحة بالمنيا, أو مباحث المخدرات. يقول مواطن رفض ذكر اسمه: أعمل مدرس إعدادي وأسكن بقرية تابعة لمركز بني مزار, ولدي ابن يبلغ من العمر22 عاما تعرض لحادث موتوسيكل, وفي أثناء وجودي بالمستشفي طلب مني الأطباء بعد خروج محمد مسكن للألم يسمي ترامادول, وتمت كتابته علي ورقة عادية, وأخبرني أحدهم بأن هذا الدواء لن تجده إلا في صيدلية بالشارع الجديد, وبالفعل قمت بشراء علبة يسعر50 جنيها, بالرغم من أن السعر المدون علي العلبة8 جنيهات لكني محتاج إليها, وبعدما اطمأننت علي ابني بعد شراء ما يقرب من5 علب, قمت بالاتصال هاتفيا بمدير قسم الصيدلة بالمديرية وأخبرتها بالواقعة, فأبلغتني أنها سوف تقوم بالتعامل مع الأمر. ويؤكد الدكتور محمد البدري رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة المنيا, أنه للأسف تباع الأدوية المخدرة والمدرجة في جدول المخدرات في الصيدليات لكل من هب ودب, ونري في الشارع كل صباح السرنجات ملقاة هنا وهناك, وزجاجات أدوية الكحة ويضيف الدكتور جمال شحاتة الأستاذ بكلية التربية جامعة المنيا, أن الخريج يفتح الصيدلية ثم يسافر الخليج ويترك الصيدلية لرجل في أفضل الحالات يحمل دبلوم تجارة, يؤذي الناس, ولا يفهم أي شيء, وهذه ظاهرة تعتبر سطوا علي قانون الصيدلة, لأنه يبيع عقارا طبيا عالي الخطورة ممكن أن يكون منتهي الصلاحية, كما أننا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة يعجز الفقراء عن الذهاب للطبيب في ظل ارتفاع قيمة الفيزيتا إلي100 جنيه وأكثر, ويضطرون للذهاب للصيدلي لأخذ دواء دون كشف, وأحيانا الدواء تركيب يقوم به عامل لا خبرة له, ومن الممكن أن يعرض حياة المرضي للخطر, لأنهم في الغالب يصفون علاجا خاطئا للمترددين علي الصيدلية, فلا يمكن أن نعطي دواء الكحة لأي أحد, فالتشخيص يختلف من مواطن لآخر, والأدوية التي تحتوي علي نسبة من المخدر تم وضعها علي جدول, وللأسف كلها تباع علنا بالصيدليات, لهذا لا عجب إن رأينا آلاف من أقراص التامول والترامادول مع البلطجية والمسجلين خطر, وأدوية الأعصاب وغيرها من الأدوية المقررة بجدول المخدرات, فمن أين أتي هؤلاء بهذه الأدوية؟1 والإجابة واضحة ولا تحتاج إلي دليل. ويقول محمود يوسف وكيل وزارة التموين بالمنيا: نقوم بشن حملات علي الصيدليات, لكن بالتنيسق مع مديرية الصحة, وفي وجود القائمين علي إدارة الصيدليات بمديرية الصحة, ولا نستطيع شن حملات منفردة, وتم أخيرا ضبط عدد من الصيدليات المخالفة وتم تحرير عدد من المحاضر لأصحابها. ويعترف صيدلي رفض ذكر اسمه بأن غالبية الصيدليات تبيع هذه الأدوية, بل والأخطر أن هناك صيدليات تستورد أدوية صينية مخدرة, ومنشطات مجهولة المصدر, تمثل خطورة كبيرة علي الصحة, من أجل المكاسب المالية الكبيرة جراء بيع تلك الأدوية, وهناك صيدليات يكاد نشاطها يقتصر فقط علي بيع هذه الأدوية والمنشطات, وأخيرا, وفي حملة تمكنت مباحث المخدرات بالمنيا من ضبط7 آلاف قرص من مخدر التامول, و2382 قرصا متنوعا داخل صيدلية بعزبة المصاص بمدينة المديرية يديرها طبيب سبق اتهامه في4 قضايا تبديد, بقصد الاتجار. كما ضبطت مباحث المخدرات بالمنيا صيدليا آخر ومدير الصيدلية بناحية كوم الكرم أبو قرقاص بالمنيا وبحوزته4500 قرص لعقاري التامول والترامادول المخدرين داخل الصيدلية الخاصة به, بقصد الاتجار, ومبلغ730 جنيها, وتم تحرير محاضر بذلك.