كعادته فى محاولة إثارة الجدل عن طريق فيديوهات إعلامية موجهة، نشر تنظيم داعش الإرهابى على مواقع التواصل الاجتماعى فيلمًا دعائيًا يظهر ثلاثة مقاتلين من التنظيم يتحدثون الفرنسية، ويناشدون مسلمى فرنسا شن هجمات إرهابية داخل فرنسا للتأثير سلبًا على الحكومة أو الانضمام للمجموعات الجهادية فى العراقوسوريا، ولقد ظهر الفيديو ومدته 7 دقائق عبر مركز الحياة الإعلامى وهو إحدى الشركات التابعة لداعش. ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فلقد عرض الفيلم من قبل مجموعة الاستخبارات «سايت» التى تراقب اتصالات الجماعات الجهادية، ويظهر شريط الفيلم أربعة رجال يدعون أنهم فرنسيون بينهم ثلاثة يتحدثون بالفرنسية منهم رجل يدعى أبو أسامة الفرنسى يجلس فى منظقة غابات، ويحمل على كتفه بندقية، وهو يدعو المسلمين الفرنسيين للسفر لداعش للقتال، بينما يحمل آخر سيفًا قصيرًا وهو جهادى يدعى أبو مريم الفرنسى يحكى للكاميرا أن «المجاهدين لن يترددوا فى قطع رأس أعداء الإسلام» ويضيف «إنك ستخشى حتى من الذهاب للسوق». وتقول جريدة الجارديان البريطانية إن مقاتلاً آخر يدعى أبو سلمان الفرنسى يدعو أولئك الذين لا يستطيعون الانضمام لداعش فى سوريا أو العراق إلى أن «يعملوا داخل فرنسا... ارهبوهم ولا تسمحوا لهم بالنوم من الخوف والرعب..افعلوا ما بوسعكم لإذلالهم» وأضاف أنه يأمل فى «أن الجيل المقبل من الأطفال والذى يربى داخل الدولة الإسلامية يكبر على محاربة الغرب». ويظهر الشريط رجلا ملثمًا يحرق جوازات سفر فرنسية ويقول: «نحن قد كفرنا بكم وبجوازات السفر التابعة لكم، ولو أتيتم إلى هنا فسوف نقاتلكم». وجاء بث هذا الفيديو بعد أن تعرفت السلطات الفرنسية على اثنين من مواطنيها هما «مكسيم هوشار» و «مايكل دوس سانتوس» كجهاديين فى داعش، خاصة بعد أن ظهروا بوجوههم مكشوفة فى الفيديو الخاص بقطع رأس «بيتر كاسيج» عامل الإغاثة الأمريكى، والذى اعتنق الإسلام أثناء وجوده فى المنطقة لمساعدة اللاجئين السوريين، لكن اعتناقه الإسلام لم ينقذه من أيدى إرهبيى داعش. هذان المواطنان الفرنسيان ارتبطا أيضًا بعملية الذبح الجماعى الوحشية لجنود الحكومة السورية، والتى تم تصويرها بتفاصيل بشعة وفق ما ذكرته جريدة الجارديان. أما تعليق الحكومة الفرنسية على هذين المواطنين فكان كلاهما دخل فى الإسلام حديثًا، ووقع فى براثن الجهاديين الإسلاميين عبر الإنترنت، وكلاهما سافر لسوريا من تلقاء نفسه، وكلاهما استخدم شبكة الإنترنت للدعوة للدولة الإسلامية، أحدهما وضع على تغريداته الشخصية صورة رأس مقطوعة لسيدة كردية مقاتلة وكتب «أيها الأكراد قولوا لزوجاتكم أن يعودوا لبيوتهن ليلعبوا بالدمى وإلا فنهايتهن ستكون كنهاية هذه المرأة». هذا الفيديو الدعائى يظهر كم يفتخر داعش بتدفق المجاهدين اللأجانب للانضمام لصفوفها، وعن هذا يقول باحثون فى مكافحة الإرهاب إن مثل هذه الأفلام تساعد على تصوير التنظيم كطليعة جديدة للجهاد العالمى، ولقد بدأت داعش تنتهج هذا النهج فى الفيديوهات الأخيرة فبدأت الفيديوهات تظهر وجوه القتلة وتظل مثبتة عليها، وكلهم ذو وجوه غربية من بريطانياوفرنسا وأماكن أخرى فى أوروبا، وكذلك من جنوب شرق آسيا وغربها. المحللون اعتبروا أن وجود الأجانب فى فيديوهات القتل لا يرسل فقط رسالة تهديد واضحة لحكومات بلدانهم، ولكن أيضًا يساعد داعش على تقديم الحجة للجهاديين المتشككين فى شرعيتها.