استقرت العملة الافتراضية المشفرة "بيتكوين" نسبيا بعد ارتفاعها لأعلى مستوى لها في 6 أسابيع متجاوزة مستوى 24 ألف دولار، لتكون بذلك أكبر المستفيدين من قرارت المجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولاياتالمتحدة برفع أسعار الفائدة تباعًا. وسجلت العملة الرقمية الأكبر في العالم "بيتكوين" 24 ألفًا و412 دولارًا خلال التداولات الصباحية يوم الجمعة، وفقًا لبيانات "كوين ديسك" التي تابعتها "العربية نت"، وهذا هو أعلى مستوى للعملة المشفرة منذ أكثر من 6 أسابيع. وبدأ ارتفاع عملة بيتكوين بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يوم الأربعاء، لكنه أشار إلى أن وتيرة مثل هذه الارتفاعات قد تتباطأ، وهو ما أدى أيضًا إلى ارتفاع أسعار الأسهم الأميركية.
تحركات العملات الرقمية
وقال تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إن العملات المشفرة تتحرك في الآونة الأخيرة على نطاق واسع بما يتماشى مع الأسهم الأميركية، ولا سيما تتبع مؤشر ناسداك التكنولوجي الثقيل، والذي قفز بشكل حاد خلال اليومين الماضيين. وارتفعت العملات المشفرة الأخرى بما في ذلك إيثر بشكل حاد الجمعة. وقال نائب رئيس تطوير الشركات والشؤون الدولية في بورصة العملات الرقمية "لونو"، فيجاي أيار: "بشكل عام، أعتقد أن الأسواق قد تفاعلت بشكل إيجابي مع تعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويمكن القول إن معظم ارتفاعات الأسعار قد قامت بتسعيرها"، حسب ما نقلت عنه "سي إن بي سي". وأضاف: "يبدو أن هناك قدرًا كبيرًا من السيولة على الهامش، والتي تأتي الآن بناءً على الأشهر القليلة الماضية من التعزيز والضغط الهبوطي، والذي بدأ يتراجع الآن". يشار إلى أن عملة بيتكوين انخفضت بنحو 48% هذا العام، ولا تزال منخفضة بنسبة تزيد عن 60% عن أعلى سعر لها على الإطلاق عند 68 ألفًا و990 دولارًا والذي تم تسجيله في نوفمبر من العام الماضي.
انخفاض العملات الرقمية باستثناء بيتكوين
شهدت أسعار العملات الرقمية المشفرة، انخفاضا خلال تعاملات أمس السبت ويؤدي الانخفاض الاقتصادي في الولاياتالمتحدة إلي تغيير وجهة نظر المستثمرين بإن الاحتياطي الفيدرالي سينتهي من رفع أسعار الفائدة بحلول نهاية العام والتركيز على خفض تكاليف الاقتراض في عام 2023، مما يوفر سيولة أكثر تتوجه نحو المضاربة. ورغم هذا الانخفاض، فإن أكبر عملتين في العالم «بيتكوين» و«إيثر» تتجهان لتحقيق أفضل أداء شهري منذ عام 2021 وسط انتعاش الرغبة في المخاطرة بالأسواق العالمية والتفاؤل بشأن ترقية شبكة «إيثريوم».
بيتكوين ترتفع لأعلى مستوى
وبشكل عام ارتفعت «بيتكوين» بنسبة 27% في يوليو عند التداول بسعر 23779 دولارًا، وارتفع سعر «إيثريوم» بنسبة 70% إلى 1704 دولارًا. وانخفضت أسعار القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة اليوم بواقع 1.08% لتصل إلى 1.1 تريليون دولار. كما بلغ حجم تداولات خلال آخر 24 ساعة بواقع 89.25 مليار دولار، وكان سعر عملة بيتكوين قد سجل أعلى مستوى له عند 69 ألف دولار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتعتبر العملات المشفرة بمثابة وسيلة دفع رقمية غير نقدية، ويتم إدارتها وتداولها في نظام دفع لامركزي على الإنترنت ويحظى بحماية شديدة بعيدا عن سيطرة البنوك وتحكمها.
ما هي العملات الرقمية
العملة المُشفرة هي عملة لامركزية وآمنة ورقمية بالكامل يتم التحكم فيها من خلال علم التشفير. لا تقوم البنوك المركزية بإصدار تلك العملات المُشفرة ولا تعتمد قيمتها على سياسات البنك. وخلافًا للعملات العادية حيث يمكن طباعة أموال جديدة في المعروض النقدي من خلال التسهيل الكمي، فإن أسعار العملات المُشفرة تستند بشكل بحت على العرض والطلب. وكان البيتكوين، الذي نشأ في عام 2009، أول عملة مُشفرة. وفي الوقت الحالي، يوجد أكثر من 800 عملة مُشفرة بديلة، تسمى الألتكوين مثل الإثريوم والريبل والليتكوين. رفع الفائدة 75 نقطة اساس
قررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي لتصل إلى ما بين 2.25% و2.5%، وذلك ضمن نهج السياسة التشددية التي يسير عليها المركزي الأميركي لمواجهة معدلات التضخم التي بلغت مستوياتها الأعلى منذ أكثر من 40 عامًا. وارتفع التضخم في الولاياتالمتحدة في يونيو بنسبة 9.1% على أساس سنوي، متجاوزًا تقديرات بوصوله إلى 8.8%. ليكون المعدل الأسرع في الارتفاع منذ ديسمبر 1981. كان جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد قال، عقب الاجتماع الماضي في يونيو، إنَّ اجتماع يوليو قد يقرر زيادة أخرى كبيرة في معدلات الفائدة تتراوح بين 0.5% إلى 0.75%، ضمن معركة البنك لمواجهة معدلات التضخم التاريخية، وهو ما يجعل قرار اليوم الأربعاء ضمن توقُّعات الأسواق، فيما أشار إلى أنَّ معدلات الفائدة قد تصل لما بين 3 و3.5% بنهاية العام الجاري، مما يعني أنَّ أمامه مدى للزيادة يصل لنحو 1% خلال الاجتماعات القادمة حتى ديسمبر. ويتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي في الآونة الحالية حول المسار المستقبلي للفائدة الأمريكية، مشيرًا لانفتاح الفيدرالي على مزيد من رفع الفائدة في المستقبل، لمواجهة معدل التضخم المرتفع. كما يقر جيروم باول بأن هناك تباطؤًا في النمو الاقتصادي بالولاياتالمتحدة. انكمش الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول نتيجة ارتفاع الأسعار لمستوى تاريخي وتشدّد البنك المركزي بصورة عنيفة لمواجهة التضخم، وتشير مؤشرات تتبّع النشاط الاقتصادي، مثل مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا الشهير، للناتج المحلي الإجمالي "جي دي بي ناو" (GDPNow) إلى أنَّه سينكمش مجددًا في الربع الثاني عندما يتم إصدار البيانات في 28 يوليو. قال باول في شهادته نصف السنوية أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ قبل شهر: "الاقتصاد الأميركي قوي للغاية، وفي وضع جيد للتعامل مع سياسة نقدية أكثر تشددًا". ولدى سؤاله عن الركود، قال إنَّ ذلك "كان بالتأكيد احتمالًا. هذه ليست النتيجة المقصودة على الإطلاق"، مشيرًا إلى أنَّ الأحداث التي وقعت في الأشهر القليلة الماضية جعلت من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي تحقيق الهبوط اللطيف الذي يسعى إليه لخفض التضخم ونحو سوق عمل مستدام.
