قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تعليقه على حادثة كنيسة آيا صوفيا التي تحولت لمتحف، وقرر الخاقان التركي تحويلها لمسجد الآن، إن الإسلام جاء لحماية دور العبادة والديانات الأخرى وليس الانقضاض عليها. وأضاف الجندي خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، "في التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة على حماية الإسلام لدور عبادة ومعتقدات الديانات الأخرى، فنجد عمر بن الخطاب يرفض الصلاة في داخل الكنيسة حتى لا يتخذها المسلمين من بعده ويقومون بهدم الكنائس وتحويلها إلى مساجد". وتابع "نجد عمرو بن العاص عندما فتح مصر، كان من السهل عليه أن يقوم باختيار كنيسة، ويقوم بهدمها وبناء مسجد عليها، ولكنه اختار أن يقوم ببناء المسجد ليجاور الكنيسة، وهذا لن تجده إلا في مصر بلد الحضارة العاقلة، والإسلام جاء ليجاور الكنيسة وليس لمزاحمتها، وترك كلًا واعتقاده لله سبحانه وتعالى". وفي ذات السياق أكد أن الامة الإسلامية في الوقت الحالي، مستضعفة وجاهزيته القتالية ليست كالأمم غير الاسلامية، وهذا التصرف ينبئ عن حماقة وجهل وعدم قراءة للتاريخ. وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أعرابي كان سيتسبب في هدم الكعبة لولا ان تدخل الله سبحانه وتعالى بالطير الأبابيل، معقبًا: "استفزاز غير المسلم بالتطاول عليه انت اللي هتدفع ثمنه"، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال لو رأيت شخص يسجد لصنم لا تسب الصنم، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: " وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". واردف "الجندي"، أنه بدلًا من تحويل كنيسة لمسجد يجب البحث عن بدائل لإقامة أضخم مسجد في التاريخ، مشددًا على ان من يخلد الإنسان الإصلاح والصلاح وليس إقامة المساجد، منوهًا بأن المساجد تكون ضارة للامة وليست نافعة حال كان فيها اعتداء على الآخرين. وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الليث بن سعد فقيه مصر أفتى بأن بناء الكنائس في الإسلام من عمارة الأرض، مشيرًا إلى أنه تم بناء الكنائس في عهد الصحابة عليهم السلام، مؤكدا أنه يجب الحفاظ على الكنائس كما هي ولا تحول إلى مساجد، ولا تحول المساجد إلى كنائس. وأضاف "علام"، خلال تصريحات تليفزيونية، أن وثيقة المدينة هي نموذج دستوري بالتعبير المعاصر لقضية العيش المشترك في مجتمع متعدد الطوائف، موضحًا أن هذه الوثيقة بمثابة أول دستور للمواطنة، مؤكدًا على المسئولية المجتمعة الدينية بوجوب المحافظة على الكنائس.