والدته: "أنا في كابوس ولازم حد يصحيني" والده: "صرفت عليه وعلمته وخطفه مني الإرهاب" شقيقته: "كلمني من يومين وطلب مني أدعيله هو وزمايله" "أنا في كابوس.. محدش يقولي عمرو مات.. ابني عايش وهيتجوز" بهذه العبارات الممزوجة بآهات البكاء والصراخ والعويل، ودَّعت والدة الشهيد مجند عمرو فتحي عبد الغني، ابن قرية بني قاسم التابعة لمركز ببا ببني سويف، الذي شُيعت جنازته، ظهر اليوم، من مسجد عمر بن عبد العزيز، بمدينة بني سويف. "أنا في كابوس" ودخلت الأم المكلومة في نوبة بكاء متواصل، مرددة عبارات: "محدش يعزِّيني في عمرو.. ابني مماتش.. نادوني يا أم عمرو.. نادوني يا أم عمرو.. أنا في كابوس.. لازم حد يصحيني.. أنا بحلم.. محدش يقولي عمرو مات". وقالت شقيقة الشهيد، والدموع تنهمر من عينيها: تلقيت اتصالًا من "عمرو" قبل استشهاده بيوم يطلب مني الدعاء له ولزملائه لما يواجهونه من مخاطر، وعقب وصول خبر استشهاده لي، أصبت بحالة من الذهول، ولا أرى سوى صورته، ولا أسمع سوى صوته. أحسن زهرة فيما قال والد الشهيد: "عمرو" كان ابني الكبير، ومعه شقيقه أحمد، والباقي بنات، وكان زهرة شباب قريتنا، وهو حاصل على بكالوريوس تجارة، وكان يحضَّر للماجستير، وكان متفوقًا في دراسته وبارًّا بوالديه وبإخوته، مضيفًا: "ربنا ينتقم من اللي عملوا كده، الإرهاب قطف أحسن زهرة، خدوا أحسن حاجة عندي، صرفت عليه لما علمته تعليم عالي، وفي الآخر أخدنا إيه؟ كانت أجازته النهاردة، بس مفيش نصيب، قدرنا كده". يشار إلى أن مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية، هاجمت كمين "زغدان" بإحدى نقاط التأمين بوسط سيناء، مستخدمة عربات الدفع الرباعي، نتج عنه استشهاد 12 جنديًا، بينهم الشهيد مجند عمرو محمد عبد الغني 22 سنة، ابن قرية بني قاسم بمركز ببا بمحافظة بني سويف، والشهيد مجند محمد عبد العليم عطا 22 سنة، ابن قرية بني سليمان الشرقية، التابعة لمركز بني سويف. "تشييع الجنازة" وشيع الآلاف من أهالي محافظة بني سويف، اليوم السبت، جنازة الشهيدين، من مسجد عمر بن عبدالعزيز، بميدان المديرية، وسط مدينة بني سويف، في جنازة عسكرية تقدمها المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف واللواء محمد الخليصي، مدير الأمن والعقيد محمد على، المستشار العسكري وعددًا من القيادات التنفيذية ورجال الدين وأعضاء مجلس النواب، وأسرتي الشهيدين وجمع غفير من أهالي المحافظة. وخرج الجثمانان من المسجد محمولين على أكتاف المشيعين، وسط هتافات التنديد بالإرهاب، منها: "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، و"لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله".