للعام الثانى على التوالى بدأت موجة الأحتجاجات داخل أسوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، حيث نظم عدد من طلاب الجامعة الأمريكية إضراباً بمقر الجامعة بالقاهرة الجديدة ، إعتراضاً على زيادة المصاريف بالجامعة بنسبة 7 ٪ ، دون إعلان مسبق وهو ما جعل مصاريف الجامعة تصل إلى ما يقرب من 90 ألف جنية مصري سنوياً ، و وفقاً للبروتوكول الذى ينظم العلاقة بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة و بين حكومة جمهورية مصر العربية ، الممثلة فى " وزارة التعليم العالى " و مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالولايات المتحدةالأمريكية و الموقع بالقاهرة فى 13\ 11 1975، و بحسب المادة (6) من البروتوكول و التى تنص على أن : " لا تهدف الجامعة الأمريكية ، لا بوصفها معهداً ثقافياً إلى الربح ، و بناءً عليه فإن الحكومة المصرية إعترافاً منها بذلك توافق على إعفاء جميع المرتبات و الأجور التى تصرف من الضرائب الحالية " .
ولكن مع مطلع العام الدراسى فؤجئ الطلاب بقرار زيادة المصاريف ، و على الفور كان رد فعلهم على القرار ، بقيام ما يقرب من 300 إلى 400 طالب وقفوا أمام الباب وأغلقوه ومنعوا عمليات الدخول والخروج من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين .
وكان عدداً من الطلاب بالجامعة قاموا بغلق الأبواب بالجنازير والأقفال منذ السادسة صباحاً ، ولم ينجح الأمن في فتح الأبواب حتي الحادية عشر والنصف ، وهو ما أضطر إدارة الجامعة لإلغاء كافة الأنشطة والمحاضرات حتي الثانية ظهراً ، وفي الثانية عشر ظهراً تمكن الأمن من فتح الأبواب إلا أن الطلاب قاموا بعمل دروع بشرية لمنع دخول زملائهم والعاملون بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس فى خطوة تصعيدية .
و من جانبه قال الدكتور "مدحت هارون" نائب رئيس الجامعة الأمريكية للشئون الأكاديمية " إنه لا يوجد أي مبرر مقنع لغلق أبواب الجامعة أمام الألاف من الطلاب الوافدين من الأقاليم ، والأساتذة لتحقيق مطالبهم الشخصية ، مشيراً إلى أن زيادة المصروفات بنسبة 7% من أجل رفع الحد الأدني لرواتب الفئات الدنيا من العاملين .
وأضاف هارون أن هذا القرار تم إصداره ليحصل عامل النظافة على 1400 جنيه شهريا ، ولمساعدة الطلاب الغير قادرين على سداد المصروفات، ومواجهة التضخم الإقتصادي ، و لتحقيق العدالة الإجتماعية التي طالب بها الطلاب أنفسهم .
وأكد هارون قائلاً : " إن المناقشات التى تمت مع الطلاب هى التي ستأتي بالحلول النهائية ، فمن غير الممكن التراجع عن نسبة الزيادة المقدرة ب 7% لأنه سينتج عنه عجز في الموازنة المالية للجامعة ، وإذا تم التراجع عنه ستعتبر إدارة الجامعة غير مسئولة ، خاصة أنها وصلت لتحديد تلك النسبة بعد عقد اجتماعات مع الطلاب .
من جهته قال الطالب طاهر معتز بالله ، رئيس اتحاد الطلاب بالجامعة الأمريكية ، أن إغلاق أبواب الجامعة، كان أسلوباً للضغط من جانب الطلاب لتحقيق مطالبهم، خاصة أن الإعلام يظهرها بأنها مطالب ذاتية لا علاقة لها بالمدى القصير ، والحقيقة أن لها علاقة سلبية على المدى الطويل في تحسين الحركة العلمية والأكاديمية بالجامعة .
وقال المعتز بالله ، إن إدارة الجامعة برئاسة ، الدكتورة ليزا أندرسون رئيسة الجامعة ، قد عقدت إجتماعات مع مجموعة من الطلاب الممثلين للحركة الطلابية ، للتفاوض معهم حول كيفية الوصول لحلول ترضى الطرفين ، وعرضت الجامعة زيادة فى الخدمات ، وعمل إصلاحات ولكنها أصرت على عدم تخفيض نسبة ال7% من المصاريف .
وأشار رئيس اتحاد الطلاب بالجامعة الأمريكية ، إلى موافقتهم على ما طرحته الجامعة من إصلاحات ، مؤكداً فى الوقت نفسه أن تلك الإصلاحات كانت من أفكار الطلبة ، فى حين لم تأت إدارة الجامعة بأى جديد أو تنازل من جانبها ، قائلاً : إن تجاهل حل مشكلة زيادة المصاريف يجعل الأزمة قائمة ، فالطلاب اعتصموا وخاطروا بمستقبلهم لمطالب محددة لا يمكنهم التنازل عنها و الطلاب ليسوا هم المسئولين عن سد عجز الموزانة المالية للجامعة ، و هذا يدل على فشل المسؤلين فى الإدارة السليمة للجامعة .
وأكد رئيس اتحاد الطلاب قائلاً : " أن الحركة الطلابية بأكملها بصدد عقد اجتماع للتفاوض حول التنازل عن مطلب تخفيض المصاريف أم لا ، لافتاً إلى أننا نسعى إلى أن يكون التنازل من قبل الطرفين ، مشدداً على رغبة الطلاب فى توفير خروج أمن لإدارة الجامعة من هذا المأزق قائلاً : "هذا هو العدل والديمقراطية الذى تعلمه لنا الجامعة الأمريكية ، لذا لابد أن تلتزم به" .
و فى نفس السياق ، أعربت الدكتورة ميرفت أبوعوف ، أستاذ ورئيس قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية ، عن استيائها بسبب الأحداث التي تشهدها الجامعة الأمريكية من إضراب الطلاب ، بسبب زيادة المصروفات الدراسية بنسبة 7% . مشيرة إلى أن قيام الطلاب بإغلاق أبواب الجامعة الأمريكية يدل على عدم سلمية الإضراب ، وماتم من بعض الطلاب من منعهم لأساتذة الجامعة من الدخول ، بل والتعدي عليهم لفظيًا يدل أيضًا على أن الطلبة نسوا تمامًا قيمة احترام المعلم . وأشارت أبو عوف إلى أن المطالب التى ينادى بها الطلبة مشروعة تماماً وأحترم حريتهم في المناداة بها ، لكن أختلف معهم في الطريقة التي تعاملوا بها ، والطلبة بما فعلوه لم يكسبوا شيئًا إلا عداء الإدارة والأخرين، و أكدت أن الموقف لا زال معلقاً ، وأن إدارة الجامعة الأمريكية فى حالة انعقاد مستمر لحين الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف . و "بوابة الفجر" تسأل متى ينتهى تيار الإحتجاجات داخل أسوار الجامعات المصرية " الحكومية ، و الخاصة" ؟ .