أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الأحد، تعليق الدراسة لحين حل أزمة احتجاجات الطلبة على زيادة المصاريف، بعد أن أغلق طلبة محتجون أبواب الجامعة للمرة الثالثة خلال أسبوعين، ومنعوا دخول الطلبة والأساتذة. ويطالب المحتجون بإلغاء زيادة قررتها الجامعة على المصاريف بنسبة 7% دون التشاور مع الطلبة أو ممثليهم. وفي الوقت الذي حاولت فيه الجامعة مساعدة الطلاب للدخول إلى الجامعة عبر إزالة أسوار بوابتين حديدتين، أغلق الطلاب تلك البوابات بسياراتهم ومنعوا الأساتذة والطلاب من الدخول، فيما أكد بعض الطلاب زيادة عدد أفراد الأمن حول محيط الجامعة بعد إضراب الأحد الماضي. وعند الصباح، حاول بعض الطلاب المعارضين للإضراب، القفز من أعلى البوابات الحديدية، اعتراضاً على غلق بوابات الجامعة ومنعهم من الحضور وتضامن معهم عدد من أساتذة الجامعة، وقفزوا إلى داخل الحرم الجامعي، ومن بينهم الدكتور سامر سليمان، أستاذ الاقتصاد بالجامعة، والدكتورة رباب المهدي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة. وعبر نائب رئيس الجامعة، براين ماكدوجال، عن «أسفه على الإزعاج الذي حدث وأصاب الكثيرين بعدم الارتياح»، مضيفاً أنه تم إلغاء جميع الفصول الدراسية، إلى حين إشعار آخر. يأتي الإضراب الثالث على التوالي بعد إرسال رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ليسا آندرسون، السبت، بريداً إلكترونياً للطلبة، تؤكد فيه أنه «بعد جولات عديدة من المفاوضات المكثفة مع ممثلي الطلبة المحتجين خلال الأيام القليلة الماضية، للأسف لقد وصلنا إلى نقطة المواجهة». وحذرت «آندرسون» من استمرار غلق البوابات في وجه الطلبة لمنع وصولهم إلى فصولهم، معتبرة أن ذلك يعتبر «انتهاكاً لسياسة الجامعة والقانون المصري على حد سواء»، مضيفة أن «البعثة التعليمية بالجامعة لا يجوز المساس بها في المستقبل». وهاجم طاهر المعتز بالله، رئيس اتحاد طلبة الجامعة الأمريكية، أسلوب الإدارة في عدم الاستجابة لمطالب الطلاب، قائلاً إن هناك «محاولات تحرش» من جانب الأمن الذي انتشر بين الطلاب، مضيفاً أن الجامعة أرسلت بلطجية لمضايقة الطلبة المحتجين بشكل يؤدى إلى تفاقم الوضع وإشعال الأزمة دون أسباب تستدعي ذلك. وعن الطلاب المعارضين للإضراب، قال المعتز بالله إن الإضراب له مؤيدون ومعارضون، ولكنه شدد على حق الجميع في التعبير عن رأيهم، مضيفاً أن بعض الطلاب رفعوا لافتة «لا لغلق البوابات»، ولم يزلها أحد. وأكد المعتز بالله أن الحركة الطلابية ستستمر في الإضراب حتى تتم الاستجابة لطلباتهم. فيما نفت المستشار الإعلامي للجامعة، رحاب سعد، ما تردد عن وجود حراسات خاصة وبلطجية وبلدوزرات داخل الحرم الجامعي، قائلةً إن إضراب الجامعة الأمريكية كان محل شائعات كثيرة على مدى الأيام الماضية. وأكد حسام محسن، أحد أعضاء الحركة الطلابية المنظمة للإضراب، أن ما دفع الطلاب المحتجين إلى استكمال إضرابهم هو إرسال الجامعة لبريد إلكتروني يحثهم على المجيء للجامعة ويؤكد لهم أن الدراسة مستمرة بشكل طبيعي وأن أي طالب يحاول إغلاق الجامعة «يقوم بأعمال ضد القانون». وأوضح محسن أن الطلبة مستعدون ل«عمل دروع بشرية» على الأبواب المفتوحة لإجبار الجامعة على السماع لمطالبهم والتراجع عن زيادة المصاريف والتي ارتفعت لأكثر من 7% عن العام الماضي.