نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان مجلس الشوري الذي يهيمن عليه الاسلاميين عين 50 محررا جديدا بالصحف المملوكة للدولة يوم الاربعاء، لدي العديد منهم ميول إسلامية، مما أثار مخاوف بين الصحفيين من أسلمة الصحافة. و تشتهر الصحف القومية, التي ادارها الصحفيين ذوي الميول العلمانية لسنوات, باعتبارها لسان الرئيس المصري حسني مبارك، الذي اطيح به في العام الماضي. مكنت الانتخابات في أعقاب الانتفاضة الشعبية الاخوان المسلمين من السيطرة على البرلمان والرئاسة. و تنتمي وسائل الاعلام المملوكة للدولة رسميا إلى مجلس الشورى، و تضع شعارها على صفحات الصحف. و كان قد تم حل مجلس النواب الذي يهيمن أيضا عليه الاسلاميين، بعد ان قضت المحكمة ان الانتخابات تم اجراؤها بشكل غير قانوني. وشكت جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها المنتخب حديثا، محمد مرسي، من التغطية الصحفية السلبية، وهذه الخطوة من قبل مجلس الشورى لتعيين رؤساء تحرير جدد أكثر تعاطفا مع الإسلاميين محل القدامي لم يكن مفاجئا.
منذ الستينيات، وكانت الصحف التي تديرها الدولة مهيمنة علي الوضع، وتوظف حوالي 30،000 صحافي وموظف. ومع ذلك، على مدى العقد الماضي، انتقل كثير من صحفييها الأكثر احتراما الي صحف القطاع الخاص، والتي زادت من حيث العدد وجذبت جمهور كبير. وتطالب نقابة الصحفيين في مصر، مجلس الشورى بالتخلي عن الملكية. وحذرت من تحويل الصحف إلى أداة لجماعة الاخوان المسلمين، أكبر جماعة إسلامية وأكثرها نفوذا في مصر. ودعت النقابة الي اضراب جزئي، بما في ذلك نشر أعمدة فارغة في صحف يوم الخميس.
وقال خالد ميري، وهو عضو في النقابة، و من دعاة تحرير الصحف من سيطرة الدولة "هذا هجوم على حرية الصحافة, من الأسماء الجديدة، أرى رغبة في السيطرة على سياسة التحرير في الصحف وخدمة جدول أعمال حزب الحرية والعدالة"، في اشارة الى ذراع الإخوان المسلمين السياسي. ويبدو أن العديد من المحررين الجدد الذين تم اعلان اسمائهم الاربعاء من الاسلاميين. فقد منع عبد الناصر سلامة، الذي عين رئيس تحرير لجريدة الأهرام، أقدم صحيفة في مصر، من كتابة عموده الأسبوعي في عام 2010 لكتابته مواد تحريضية ضد المسيحيين. كما عين ، محمد حسن البنا، حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين، حسن البنا رئيس تحرير لصحيفة الأخبار.
واتهم جمال عبد الرحيم، رئيس التحرير الجديد لجريدة الجمهورية، من قبل جماعات حقوق الانسان بتحريض المسلمين ضد الأقلية الدينية البهائية في عام 2009، عندما هاجم القرويين المسلمين منازل البهائيين، متهمه بانهم "اعداء الله". و شكل مجلس الشورى، برئاسة احمد فهمي ، وهو نسيب مرسي ، لجنة من 14 عضوا لفلترة المتقدمين لمناصب رئيس التحرير. استقال اثنان من الصحافيين من اللجنة، معربين عن شكوكهم بأن عملية الفلترة لم تكن شفافة، وأنه تم اختيار الاسلاميين الموالين لهم.