خلال أقل من 24 ساعة فقط نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة متواصلة من عمليات الاغتيال دون هوادة، مما ينذر بتزايدت حدة التصعيد بالشرق الأوسط. فخلال مساء الثلاثاء وحتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استهداف جيش الاحتلال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وكذلك أحد أبرز قادة حزب الله اللبناني. اغتيال إسماعبل هنية في طهران أعلنت حركة حماس، الأربعاء 31 يوليو، عن مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران. ووفقُا للبيان الصادر عن حماس، تعرض هنية لهجوم جوي استهدف مقر إقامته في طهران بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان. وأوضحت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن الهجوم أسفر عن مقتل هنية وأحد حراسه الشخصيين، وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء تحقيق في الحادث، مشيرا إلى أنه ستُكشف النتائج لاحقا. غارات على الضاحية الجنوبية ضد حزب الله ومساء الثلاثاء 29 يوليو، أعلنت إسرائيل عن تنفيذها غارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله اللبناني. وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف قياديًا مسؤولًا عن الهجوم في مجدل شمس بالجولان المحتلة، وهو فؤاد شكر، الرجل الثاني في حزب الله اللبناني، حسب زعمها. الأمر الذي أسفر أيضًا عن سقوط شهداء وإصابة مدنيين، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الأبنية والسيارات. وحتى الآن أكتفى حزب الله اللبناني بتأكيد الضربة الجوية الإسرائيلية دون أي تصريح عن مصير شكر وهل استطاعت إسرائيل اغتياله أم نجى من المحاولة. تأهب إسرائيلي لرد الفعل وفي سياق متصل، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن حالة الاستنفار القصوى تحسبا لرد فعل من حزب الله، وطالب المستوطنين في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية بالبقاء في الملاجئ. وقد أعاد الجيش الإسرائيلي تقييم الاستعدادات الدفاعية، خصوصا في مواجهة احتمالية إطلاق صواريخ من حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية. كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار تنفيذ الغارة جاء بعد عودة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو من الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الهجوم كان يستهدف فؤاد شكر، المستشار العسكري لحسن نصر الله ومدير مشروع الدقة الصاروخية في حزب الله. وتحسبًا لأي رد فعل، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المجال الجوي أغلق بالكامل بسبب عملية اغتيال إسماعيل هنية الأخيرة تحسبا لأي رد فعل من حركة حماس، او حزب الله اللبناني. الرئاسة الفلسطينية تندد باغتيال هنية وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اغتيال اسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، واصفًا إياه ب"العمل الجبان". وفي بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية، وصف عباس العملية بأنها "تطور خطير"، داعيًا الفلسطينيين إلى تعزيز الوحدة والصمود في وجه التهديدات الإسرائيلية المتزايدة. بينما وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، إلى أن بلاده أُبلغت بأن الضربة الإسرائيلية المحتملة على خلفية حادثة بلدة مجدل شمس "ستكون محدودة" وكذلك رد "حزب الله" عليها. وصرح بو حبيب، خلال مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية، بأن "أمريكا لا تؤيد توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، لكن حال أرادت تل أبيب ذلك، فالولاياتالمتحدة لن توقفها كما لن توقف إمدادها بالأسلحة". وأوضح وزير الخارجية اللبناني: "تلقينا تطمينات من الدول المعنية تفيد بأن الرد الإسرائيلي سيكون محدودا، وكذلك رد حزب الله (عليه)"