وزير التموين يوجه بسرعة تحديث خطوط إنتاج «القابضة للصناعات الغذائية»    محافظ البحيرة توجه بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من كل طلبات التصالح على مخالفات البناء    وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية فوق منطقة كورسك    قبيل بدء زيارته للقاهرة.. وزير خارجية الدنمارك: مصر شريك استراتيجي مهم لنا.. وهناك إمكانات كبيرة للتعاون    تونس تهزم جامبيا بهدف بن رمضان في تصفيات أمم أفريقيا    حالة الطقس غدا الإثنين 9 سبتمبر 2024 في مصر    المشدد لمتهمين بالتعدي على طالبة بالقليوبية    برنامج خاص للسينما الفلسطينية بالدورة 40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    أول تعليق من أحمد سعد على صورة طفلته داخل كبينة طائرة    جامعة جدة وهيئة النقل العام تنظمان ملتقى تمكين المرأة في اللوجستيات    لماذا يعترض المحامون على تعديلات قانون الإجراءات الجنائية؟.. اعرف التفاصيل    غزل المحلة يواصل تدريباته استعدادا للدوري الممتاز (صور)    دي بروين: مستعدون لمباراة الغد أمام فرنسا.. ونسعى لفك العقدة    القس وكزبرة ومحمد رضوان.. يقدمون واجب العزاء في والد طارق الجنايني    الصحة تكشف عن موعد انتهاء أزمة نقص الأدوية وسبب زحام صيدليات الإسعاف (فيديو)    أشرف صبحي: السوق الرياضي تحكمه عدة أمور.. وهذا المجال تطور في مصر    أخبار الأهلي : تصريحات مثيرة لرئيس لجنة التخطيط السابق بالأهلي    حزب المصريين: الحوار الوطني قدم نموذجًا لدمج التيارات السياسية لخدمة الوطن    "دستورية النواب": أنهينا أكثر من 500 مادة بمشروع قانون الإجراءات الجنائية    عاجل|بايدن يواصل الضغط للتوصل لاتفاق بشأن غزة    حياة كريمة: لدينا عدد كبير من متطوعات سيناء.. ودائما بجوار المرأة السيناوية    إصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم منح التزام إنشاء وتشغيل المنشآت الصحية    «ضربتنى بقوة»..ماجد المصري يكشف كواليس مشاهد صفعه من هند صبري (فيديو)    الاحتلال يعلن إعادة فتح المعابر الحدودية بين فلسطين والأردن غدًا    جوائز ب 740 ألف دولار.. تركي آل الشيخ يكشف شروط المشاركة في جائزة القلم الذهبي    رسميًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2024 في مصر (مدفوعة الآجر للقطاع الحكومي والخاص)    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر سبتمبر 2024    احذر- التجشؤ المتكرر قد ينذر بمرض خطير    محسن صالح يعترف مفيش نجم بيمضى على بياض حبا فى الأهلي كله بالفلوس ولو جاله عرض أكبر هيمشى    تصاعد التوترات بين الأرجنتين وفنزويلا على خلفية حصار الشرطة لسفارتها في كاراكاس    نقيب الصحفيين يكشف سبب وقف القيد من جريدة الميدان    السوداني: اتخذنا خطوة مهمة نحو إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة بالعراق "يونامي"    أمين الفتوى يوضح مدى جواز أن تمتنع الزوجة عن زوجها بسبب تدخينه    أمينة الفتوى: الأصل في سفر المرأة تكون بمحرم لكن الظروف تغيرت    سيول المغرب| انهيار منازل وتضرر الطرقات وتعليق الدراسة    استلام مُسوّغات التعاقد يبدأ غدًا.. محافظ بني سويف يناقش إجراءات مسابقة 30 ألف معلم    محافظ أسيوط يتفقد المخزن الإقليمي للأدوية ومستشفى الرمد    منظمة الصحة العالمية تكشف حصيلة قتلى حرب السودان    عالم أزهري: من يصلي الفرض في وقته يستظل بعرش الرحمن يوم القيامة    جوائز فينيسيا السينمائى تذهب للأفكار الجريئة والأدوار المثيرة    تطور مفاجئ.. ليفربول يستعد لكسر سياسته التعاقدية من أجل محمد صلاح    تعيينات قضائية.. قراران جديدان للرئيس السيسي    الحرب على أطفال غزة.. اليتم والجوع ونقص التطعيمات    فحص 5 آلاف مواطن في قافلة طبية ضمن مبادرة «بداية» ببورسعيد    حبس سيدة احتجزت ابنة زوجها وعذبتها بالنار في كفر الشيخ    وزيرة البيئة: مصر تدعم الموقف الأفريقي حول الوصول لبروتوكول يدعم مواجهة الجفاف    حلمى التونى .. تلميذ الفن الشعبى    الفرحة مش سيعاهم.. احتفالات في منزل أسرة "صفاء" ابنة قنا المتوّجة ببرونزية بارالمبياد باريس في رفع الأثقال    محافظة الجيزة تفتح شارع الجمهورية بالهرم بعد رفع التعديات والإشغالات    القوات المسلحة تنظم برنامج "استراتيجية تنمية القيادة الوطنية" بالتعاون مع المجلس الوطني للتدريب والتعليم    «التضامن» تواصل فعاليات حملة «هنوصلك» لإصدار بطاقة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة    مبادرة «القاهرة خضراء»: نستهدف زراعة 3 آلاف شجرة في مختلف الأحياء    «الداخلية» تواصل حملاتها بضبط 12321 قضية سرقة تيار كهربائي    رئيس الكتلة البرلمانية لحزب (قوة يهودية) الذي يتزعمه بن غفير يقتحم المسجد الأقصى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 8-9-2024    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. وفرص لسقوط الأمطار على بعض المناطق    كيفية معرفة وقت تذكرة المترو.. تجنب الغرامة الفورية لهذه الأفعال    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الأردن: ما يحدث في غزة واقعًا عمليًّا على الانحدار الأخلاقي للجهات المتطرفة
نشر في مصراوي يوم 30 - 07 - 2024

قال الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، إن رحلة الإسلام بدأت دعوةً عالمية لنشر الخير والفضيلة، بعد أن انتشر الجهل بين الناس، وعمّ الظلم بين البشر، واستفحلت الأخلاق الفاسدة بين الأمم، فبعث الله تعالى نبيه ليصحح مسار التاريخ، ويعيد ترتيب المنظومة الإنسانية على ما يحبه الله تعالى ويرضاه، وكان من أبرز عناصر هذه الدعوة رحلة المسلمين إلى أرض الحبشة، بتوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم، فابتدأت بذلك منظومة التعاون والوئام بين الناس جميعًا لتحقيق مفهوم الخير الشامل، والتعاون على تعزيز قيم الصلاح التي ترتقي بالناس.
وأضاف خلال كلمته في فعاليات الجلسة الختامية بالمؤتمر العالمي للإفتاء، نجد هذا المفهوم في محاورة سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه التي لخّص فيها رسالة الإسلام بأنها دعوة لعبادة الله عز وجل، ونشر قيم الخير والفضيلة، فقال رضي الله عنه: (أيُّها الملِكُ كنَّا قومًا أَهْلَ جاهليَّةٍ نعبدُ الأصنامَ، وَنَأْكلُ الميتةَ، وَنَأْتي الفواحِشَ، ونقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجوارَ، ويأكلُ القويُّ منَّا الضَّعيفَ، فَكُنَّا على ذلِكَ حتَّى بَعثَ اللَّهُ إلينا رسولًا منَّا نعرفُ نسبَهُ، وصِدقَهُ، وأمانتَهُ، وعفافَهُ، فدعانا إلى اللَّهِ لتوحيدِهِ، ولنَعبدَهُ ونخلعَ ما كنَّا نعبدُ نحنُ وآباؤُنا من دونِهِ منَ الحجارةِ والأوثانِ، وأمرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ، وحسنِ الجوارِ، والكفِّ عنِ المحارمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفواحشِ، وقولِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالِ اليتيمِ، وقذفِ المُحصنةِ، وأن نعبُدَ اللَّهَ لا نشرِكُ بِهِ شيئًا)، فكانت هذه المنظومة الأخلاقية التي ذكرها جعفر بن أبي طالب سببًا للتعاون بينهم وبين النجاشي ملك الحبشة رضي الله عنه والحفاظ عليهم وحمايتهم في بلاده.
وتابع: تعتبر الفتوى أحد أهم العوامل في توجيه الرأي العام، ولم تعد الفتوى محصورة في أهل بلدةٍ أو بلد بإطارٍ محددٍ خاص بأهل تلك البلاد، ولكنها في زماننا أخذت صفة العموم، فمن الممكن اليوم للفتوى أن تطير عبر الآفاق بثوانٍ معدودة بسبب ثورة المعلومات، والعالم الرقمي الذي أصبح هو عصب الحياة في زماننا هذا، لذلك كان لزامًا على مؤسسات الإفتاء في العالم توحيد جهودها في القضايا العامة التي تهم الأمة بمجموعها، وجمع كلمتها وتوجيه بوصلتها باتجاه يخدم مصالح الأمة ويضعها على خارطة الحضارة العالمية كجزء من البناء الإنساني.
ولفت إلى أن هناك مجموعة من العوامل ساهمت في زيادة أثر الفتوى في الأمن الاجتماعي وجعلته في هذا العصر أكثر من أي عصر مضى. وأشار إلى أن من بين هذه العوامل:
أولًا: التطور الهائل في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مما زاد في سرعة انتشار الفتوى وجعلها أكثر تأثيرًا في الأمن الاجتماعي، وهذا يتطلب من وسائل الإعلام أن تنشر الفتاوى الموثوقة وأخذها عن العلماء الموثوقين وعدم السماح لغير المؤهلين بالمشاركة في برامج الفتاوى وعدم نشر فتاواهم.
ثانيًا: الوعي الديني الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن، وقد زاد هذا الوعي من نسبة التدين لدى المسلمين، مما جعل للفتوى تأثيرًا مهمًا ومباشرًا على حياتهم.
ثالثًا: عموم الفتوى:
ذلك أن من صفات الفتوى أنها تأخذ صفة العموم، بخلاف القضاء الذي يكون للأشخاص المتخاصمين فقط، ولا يتعداهم إلى غيرهم، أما الفتوى فإذا ما صدرت فإنها تأخذ صفة العموم وتكون تشريعًا عامًّا لجميع المسلمين، وهذا يجعلها أكثر أثرًا وأعظم خطرًا وأكبر تأثيرًا، ويجب أن يلاحظ هذا المفتون والقائمون على شأن الفتوى، ولذا فيجب أن تقتصر الفتاوى العامة التي تهتم بالشؤون العامة على مجالس الإفتاء والمجامع الفقهية دون الفتاوى الفردية.
رابعًا: تعدد جهات الفتوى وتجرؤ الكثير ممن ليس له أدنى معرفة بالعلم الشرعي على الفتوى فصدرت فتاوى ساهمت في تهديد منظومة القيم الأخلاقية، والاعتداء على الكرامة الإنسانية، والإخلال بالأمن الاجتماعي ممن ليس بأهل للفتوى بعدم إدراك خطورة الفتوى وأهميتها، ولأجل ذلك فالمسؤولية الجماعية تحتم علينا جميعًا أن ننتبه لأهمية الفتوى وخطورتها.
وأكد مفتي الأردن أن حالة الفوضى التي يعيشها العالمي اليوم تدعونا جميعًا علماءَ ومفتين وقادةً دينيين إلى توحيد الجهود وتكاتفها لنعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، وأن نصحح مسار البشرية، إيمانًا منَّا بوجوب تحقيق أمانة الاستخلاف التي كلّفنا الله تعالى بها في قوله سبحانه: (إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، فينبغي لنا أن لا نترك حفظ هذه الأمانة لأصحاب الجهل والظلم، ليتحكموا بمصير العالم، بل لا بد من إعادة بناء منظومة القيم الإنسانية العالمية، المبنية على أسس أخلاقية، وجّهنا لها الله سبحانه وتعالى، وأمرنا بها نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما شدد على أن اجتماع المؤسسات الإفتائية والقادة الدينيين هو أصل من أصول شريعتنا الغرّاء دلتنا عليه النصوص الشرعية الكريمة، وتعلمناه من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في بناء أمته، وتربية صحابته الكرام، وأول هذه الأصول التي نستند إليها في وجوب التعاون بين مؤسساتنا هو قول الله سبحانه وتعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فالتعاون بين الناس جميعًا على إقامة البناء الإنساني على أساس راسخ من الحق والعدالة، أصل عظيم من أصول شريعتنا الغرّاء، لا بد أن نحافظ عليه، وأن نستثمر فيه كافة الجهود، فبالتعاون تتوحد الجهود، وتشتد العزيمة، وتنتظم مسيرة الحضارة الإنسانية.
وأوضح أن الإنسان مكرّم عند الله بصفته الإنسانية، وهو أيضًا بناء الله، ولا يجوز هدمه والاعتداء عليه، مشيرًا إلى أننا نعيش اليوم في عالم متسارع شهد خلال المائة عام الماضية نهضة علمية هائلة فاقت التطور البشري خلال مسيرته الإنسانية على وجه الأرض منذ وجوده ونشأته عليها، فشهد العالم التقدم التكنولوجي والميكانيكي، واستطاع الوصول إلى الفضاء، وصنع الأسلحة الفتاكة التي بإمكانها تدمير كوكب الأرض خلال دقائق، ولكن مع هذا التقدم العلمي الهائل شهدنا تخلفًا في مجال القيم والأخلاق، وبدل أن تستخدم هذه العلوم لسعادة الإنسان وتيسير أموره، أصبحت سببًا لشقائه وتعاسته، واستخدمت الأسلحة للفتك بالبشرية، والوسائل التكنولوجية لترويج الرذيلة والتفاهات على مستوى العالم، وتم استغلال التقدم العلمي كوسيلة للربح والتجارة والتكسب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.