قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن تونس بدأت في استخدام الديمقراطية الجديدة لتثبت وجودها في منطقتها في الوقت الذي انشغلت فيه دول الربيع العربي بشئونها حيث لم تكتمل الثورة في مصر بعد، وسوريا أمامها معركة طويلة بينما تنشغل ليبيا بصراعاتها الداخلية . و ذكرت المجلة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن إثبات تونس لوجودها ظهر في موقفها تجاه الثورة السورية والذي أوضح رغبتها في إعادة صياغة وضعها في الساحة الدولية، لتفرض بذلك صورة جديدة لها بعد أن كان اهتمامها منصبا على دور الدين في الدولة والمجتمع مع التركيز على المشاكل الاقتصادية. وأضافت المجلة أن هذه الجهود للظهور كلاعب رئيسي في المنطقة تبلور في استضافة تونس لاجتماع "أصدقاء سوريا" اليوم الجمعة ، حيث ستناقش وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيراها الفرنسي والبريطاني وممثلين لأكثر من 70 دولة كيفية التصرف حيال الرئيس السوري بشار الأسد. وقبل هذا الاجتماع تم عقد أول مؤتمر للمجلس الوطني السوري المعارض في تونس أيضا في ديسمبر الماضي، هذا بالإضافة لاتخاذ الحكومة التونسية المؤقتة قرارا كان يبدو مستحيلا من قبل وهو طرد السفير السوري لدى تونس وقطع العلاقات الرسمية مع نظام الأسد، وتبعتها في ذلك ليبيا بينما مازال المتظاهرون في دول مثل مصر والجزائر يطالبون بخطوة مماثلة. وأشارت المجلة إلى جولات الرئيس التونسي منصف المرزوقي في شمال أفريقيا في محاولة لإعادة إحياء إتحاد المغرب العربي بين تونس والجزائر وليبيا و موريتانيا والمغرب ، وقالت إنه بالرغم من احتمالية وجود صعوبات تواجه المرزوقي في رأب الصدع بين هذه الدول وبخاصة بين المغرب والجزائر بالنظر إلى خلافهما حول الصحراء الغربية إلا أن اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي في 18 فبراير الماضي ، وهو الأول منذ عام 1994 ، واتفاقهم على عقد قمة بتونس قبل نهاية هذا العام يوضح مدى التقدم في هذا الصعيد.