رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أصداء إطلاق أعيرة نارية بالعاصمة الليبية طرابلس احتفالا بأنباء عن تسلم السلطات الليبية للساعدي القذافي ، النجل الثالث للرئيس الراحل معمر القذافي ، من سلطات دولة النيجر التي كان الساعدي فر إليها بعد مقتل والده في أكتوبر 2011 . واعتبرت المجلة اليوم الجمعة - في تقرير عنونته "العدالة في ليبيا" - هذا التحرك من جانب السلطات في النيجر بمثابة تعديل لموقفها الرافض من قبل لتسليم الساعدي إلى طرابلس التي كانت طالبت به غداه اعتقاله في 2012 لتيقنها آنذاك أن مصيره الإعدام المحقق حال تسليمه لسلطات بلاده. ولفتت المجلة إلى أنه من غير الواضح ماهية التهم التي قد يواجهها الساعدي ، مشيرة إلى أنه يخالف أخاه سيف الإسلام ، المعتقل حاليا لدى ميليشيات بمدينة زنتان الجبلية ، في أن الساعدي غير مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب ، لكن كثيرين في ليبيا يتهمونه بإصدار الأوامر لقوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين في مدينة بنغازي إبان الأيام الأولى من الثورة. كما تتهمه السلطات بالوقوف وراء اضطرابات حدثت مؤخرا في البلاد وتحديدا في الجنوب، بالإضافة إلى أن الساعدي قد يواجه تهما بالفساد والاستيلاء بالقوة المسلحة على أملاك بينما كان يرأس اتحاد الكرة الليبية. وعلى الرغم من تطمينات بثتها الحكومة الليبية في بيان على موقعها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بشأن تلقي الساعدي معاملة تتفق والمعايير الدولية، رصدت "الإيكونوميست" تخوفا من جانب المنظمات الحقوقية بشأن نظام العدالة المتعثر في ليبيا بين عدد من الجماعات المسلحة التي لدى كل منها مفهوم خاص عن العدالة تسعى لتطبيقه. وأشارت المجلة في هذا الصدد إلى تقرير أصدرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ من نيويورك قاعدة لها، أفاد بأن سيف الإسلام وغيره من المعتقلين من مسؤولي نظام القذافي يعانون الحرمان من حقوقهم الأساسية بالحصول على محاكمة عادلة.. ورجحت أن يمضي وقت ليس بالقصير حتى يمثل الساعدي أمام المحكمة. ونشر موقع تابع لمليشيات تدعمها الحكومة الليبية صورا للساعدي -40 عاما- يرتدي زي السجن الأزرق وهو حليق الرأس -أغلب الظن على أيدي الشرطة الليبية أثناء احتجازه. والساعدي يأتي ثالثا ضمن سبعة أبناء للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ومعاون أمر ركن الوحدات الأمنية ، وقد كان لكتيبته ضلوع في سعي والده إلى إخماد ثورة 17 فبراير التي بدأت سلمية ثم تحولت إلى مسلحة وأدت إلى نشوب عديد المعارك بين الثوار وكتائب القذافي .. نجل القذافي كان أيضا لاعب كرة قدم، لم يحقق الشهرة التي يحلم بها، رغم احترافه في عديد الأندية الإيطالية.