مسألة الإرادة الحرة تناقش ما إذا كان الإنسان شخصًا واعيًا يملك تحكمًا كاملا في قراراته وتصرفاته، وضمن التفسير الديني للإرادة، فإنه بهذا المبدأ الله لا يفرض خيارات معينة على الإنسان وإنما الإنسان حر، وبالتالي مسئول عن جميع تصرفاته وهذه علة تكليفه ومحاسبته. الإرادة تعني مزيدًا من الإيجابية والتوغل أكثر في قلب الأحداث.. الحياة تمتاز بالديناميكية وليست ساكنة في أي لحظة من اللحظات، وإن سكنت فتلك هى النهاية. الإرادة مراحل ودرجات كالسلم، نصعد درجاته ولكن تدريجيا، لا يولد إنسان بلا إرادة، دائما يضع الله بذرة الإرادة في داخل الأنفس، والفطرة جبلت على الإرادة، لكن هذه البذرة قابلة للنمو إذا اعتنينا بها من البداية ولم نصر إصرارا على كبح جماحها. مع الأسف الشديد في مجتمعاتنا دائما نخشى أن تنمو إرادتنا فنكبح جماحها ونحد من قدرات الأشخاص ونوجه إرادتهم لتكون إرادة تابعة، إن أردنا الصلاح والفلاح وأن تسيطر الطبيعة الخلابة التي أرادها الله على كل مناحي الحياة، فلنطلق العنان لكل ما هو فطري، ودون كبح الجماح والتكبيل. ولنكن عونا لذواتنا للتخلص من أعمدة سجن السلبية الذي أحاطها وكبلها، وذلك لتخوض معترك الحياة بسلاسة ودون عناء. الإرادة إن لم تكن جزءا لا يتجزأ من الإنسان، لما وضع الله بذرتها في نفس كل إنسان يولد.. تستطيع مساعدة ذاتك، ابحث عن إرادتك ستجدها حتما بداخلك بانتظارك باشتياق بالغ، وابحث بعدها خلف تلك الإرادة عن مكنوناتك وعن طاقات إيجابية دفينة بداخلك، ستستطيع توظيفها حتما بإرادتك، ابدأ الآن لا تنتظر.. الانتظار علامة من علامات التواكل غير المحمودة.. البداية تكمن بداخلك. تمسك باللحظة الأولى لإرادتك فور العثور عليها، وأتم البناء خطوة خطوة ولكن بثبات وحكمة.. أيضا اعمل لأجلك ولأجل مجتمعك.. شارك الآن وقبل الغد في بناء مستقبلك ومستقبل مجتمعك. اعمل على أن تلتزم أعلى درجات التوازن والمنطق بإرادتك، لا تندفع أيضا حين تتملكك مشاعر الغضب غير المحمودة، تستطيع التحمل واستعادة الاتزان مره أخرى بإرادتك. الإرادة تنتزع من الداخل، انتزعها ولا تنس أبدا تنمية بذورها دائما داخل الأجيال الجديدة دائما. الكون سار وسيستمر في سريانه طالما أن الإرادة جزء من وجدانك وداخلك، اجعلها تضئ وتعطي إشارات قوية تحثك على البدء في قطف أزهارها التي لا تتوقف أبدا عن التكاثر طالما اعتنينا ببذرة الإرادة.