صوتك ياست الكُل ملكية خاصة لك وحدك .. صوتك ياست الكُل في الانتخابات القادمة التي سترسم طريقنا إلي بداية مسيرة الحرية والتغيير ،هي ملكلية خاصة لك أنت ووطنك . أنت وحريتك ..أنت وكرامتك .. أنت وحقك في الشراكة في إدارة مسقط رأسك .. أنت وحقك في الوجود والتقدم ورفعة شأنك ومصيرك ومستقبلك .. ودورك في رسم خطاك علي طريق التعلُم والعلم والبحث وتقلُد موضعك المتميز في مجتمع لاينحاز لغيرك .. ولايريدك ان تبقي ظلا .. وأن تتواري خلف الجهل .. أو ترضي بالتفريط في الحقوق الإنسانية التي منحها لك رب كُل الأديان وباركتها كلُ الشرائع، وساندتها كُل القيم الإنسانية التي دافعت عن حقوق الإنسان دون التمييز بين جنس، أو نوع ،أو دين ، أو لون بشرة ! صوتك ياست الكل ، يُشكل اليوم درعا حاميا لك ولمصر .. وهو درع لم يُقدم لك كهدية علي طبق من ذهب من حاكم أو حزب ، أو رجُل ! كما لم يهبط عليك من السماء بل وهبته لك جداتك وأمهاتك ممن كافحن بشرف لنيل حقوق المرأة والدفاع عنها والصبر علي اكتسابها والإصرار علي استكمالها ، وحتي الموت والاستشهاد في سبيل التقدم برايتها في معركة التحرير كي تحملينها أنت ، وتحافظي عليها أنت ، وتستكملينها أنت ، وتسلمن رايتها الرائعة المتحضرة لابنتك أنت ! صوتك في الانتخابات القادمة لابد أن تستدعي من داخلك الإرادة ، والقراءة المتأنية في أوراق المستقبل ، والتدقيق في اختيار المرشحين ممن تدركين أنهم لايدفعون بك فقط إلي صناديق الانتخابات ككتلة صوتية تصويتية، ولا تعني لهم أكثر من ذلك ، ولاتعني لهم أنك شريكة سياسية من متخذي القرارات السياسية ، سواء كنت من المُنتخَبات ، أو المُنتخِبات .. وعليك أن تُدركي قيمة صوتك ،وأنك وكل نساء وفتيات مصر تمثلن نصف المُجمع الانتخابي ، وتملكن تغيير خريطة الانتخابات لصالح الوطن الذي نُريده حرا وعادلا ومتوازناً في رؤيته للمساواة المجتمعية ولمنع التمييز ضد المرأة . صوتك ياست الكُل يمكنك به أن تحركي دفة سفينة الوطن نحو شاطئ الأمان الذي يحفظ حياة كُل ركاب السفينة ، ويمنحهم طاقة الأمان والنجاة بها من وسط الأمواج العاتية المُفتعلة التي تُريد أن تُصنف الرُكاب وفقا لميولها فتختار ركاب الدرجة الأولي من السادة الرجال .. وركاب السطح من النساء .. وذلك وفقا لقواعد العبودية التي يقول بعض أصحابها ونحن في القرن ال 21 أن المرأة مجرد محمول إما علي كاهل الأب أو علي ذمة الزوج ، ولاينبغي لها أن تَحكُم بل عليها أن تخضع ويُحكم عليها فقط ! ياست الكُل ابدأي المشاركة في الانتخابات القادمة بإرادتك الحُرة ، ابحثي واسألي واعلمي وكُوني رأيا واعيا فيما يعدك به كُل مُرشح .. وفيما يعدُ به الوطن، اختاري من يعلمك كيف تصطادين كُل أسماك المستقبل، لا من يمُد لك يده بغرور بسمكة تأكلينها ثم تجلسين بعدها علي ناصية الوطن تلتمسين " شحاتة " لقمة أخري قد لاتأتي .. واعلمي أن الفقر ليس عيبا فيك بل في مجتمعك ، وأن الجهل ليس تقصيرا منك بل ممن حكموك، وأن انتظار فرج السياسيين لن يأتي دون مقابل كبير سينتزعونه مقدما من حقوقك .. فلا تمد يدك لطلب الفضل ، بل مُدي يدك لكتابة اسم من يستحق أن ترشحيه ويضمن لك العيش والكرامة والعدالة وعدم التمييز .. ياست الكُل قولي لمن يريد تكميم فاهك أنك لست محمولا ، بل إنك من حملتيه وتحملتيه وستتحمليه .. وأنك ستنحازي لمن سيمنحك فقط حرية صوتك .. ياست الكُل .. هذه المرأة أفعليها ! مسك الكلام .. الرجل الضعيف وحده يريد أن تمشي امرأته في ظله ، والرجل المتحضر يريد أن يلتصق كتف امرأته بكتفه .. والصورة المُجمَعة لمجتمع ترسم ملامح تحضُر أو تأخُر وطن !".