قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إن من رحمة الله تعالى على هذه الأمة ، أن عدد لها مواسم الطاعات، التي ترفع فيها الدرجات وتستر فيها العيوب والزلات وتغفر فيها الذنوب والسيئات. وأضاف الهواري، في خطبة الجمع ، من الجامع الأزهر، أن مواسم الطاعات والبركات، هو يوم عرفة ، فهو يوم مشهود، ويوم من أيام الله المجيدة. وأشار إلى أن الله تعالى تفضل على أهل عرفة برفعة الدرجات والحسنات ومغفرة السيئات وقضاء الحاجات، ومن أسرار يوم عرفة ، هو أن خيره ينصرف إلى من وقف فيه ومن لم يقف، فهو خير للأمة كلها.
وتابع: يحمل هذا اليوم الكريم من الرسائل والمعاني ما يوجب التأمل، وأول هذه الرسائل ، أنه يوم تجديد العهد لله واستجابة للفطرة ، ألم يقل الله (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ).
وأشار إلى أن الكون بمكوناته ليشهد أن لا إله إلا الله ، ويقر لله بالعبودية ، فيقول الله (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ). ومن رسائل يوم عرفة ، أنه يوم كمال الدين وكمال النعمة ، وهو يوم رضى الله تعالى فيه الإسلام للبشرية دينا ، ألم يقل الله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). وذكر أن اليهود حسدتنا في يوم عرفة ، لما ورد "أن رجلا من اليهود قال لسيدنا عمر بن الخطاب ، آية في كتابكم تقرأونها لو علينا نزلت معشر اليهود، لاتخذنا هذا اليوم عيدا، فقال عمر ، أي آية ؟ فقال الرجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) قال عمر ، إني لأعرف هذه الآية ومتى نزلت وعلى من نزلت ، فهي نزلت على رسول الله ، وهو واقف بعرفة يوم جمعة".