من أزمنة الطاعات التي تزداد فيها الحسنات وتكفر فيها السيئات يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثني الله تعالي عليها فقال في كتابه العزيز «ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، ويوم عرفة هو أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها لعظم فضلها فقال عز وجل «وليال عشر».. وهو أحد الأيام العشر المفضلة في أعمالها قال النبي صلي الله عليه وسلم «ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الاضحي قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» . ويوم عرفة أكمل الله فيه الملة وأتم به النعمة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان رجلا من اليهود قال «يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية؟ قال «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» فقال عمر - رضي الله عنه- قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.. وجاء فضل خاص لصيام يوم عرفة قال النبي صلي الله عليه وسلم.. يكفر السنة الماضية والسنة القابلة. وفي هذا اليوم علينا أن يكون حالنا بين خوف صادق يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالي ورجاء محمود لعبد عمل بطاعة الله وراح ثوابه أو عبد أذنب ثم تاب وراجع عفوه فهنيئا يامن رزقكم الله الوقوف بعرفة بجوار قوم فيهم خائف ازعجه الخوف ومحب ألهيه الشوق وراج أحسن الظطن بوعد الله وتائب أخلص وهارب لجأ الي باب الله وطرقه حينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء ويباهي بجمعهم أهل السماء ويدنو ثم يقول ما أراد هؤلاء؟.. لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان واعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.