تمتلك محافظة مطروح مساحات كبيرة من الصحارى التي تحتوي على العديد من الكنوز خاصة مع تزايد موسم الأمطار؛ حيث تظهر النباتات الطبية والعطرية ، وتحول الصحراء القاحلة إلى جنة خضراء. وتحظى النباتات العطرية والطبية بالعديد من الفوائد سواء كانت طبية أو علاجية أو لدخولها في صناعات أخرى بل أنها تنعكس على الحيوانات التي تتغذى على هذه الأعشاب فنجد أن صحراء مطروح تنتج افضل انواع أغنام البرقي؛ إضافة الى حليب الإبل الذي يتغذى على هذه الأعشاب ويعتبر هذا الحليب علاج للعديد من الأمراض. وقال حمادة عبدالله من أهالي مطروح: إن معظم بدو مطروح خاصة العارفين بالصحراء كانوا يعتمدون على النباتات الصحراوية في علاج أمراضهم فنادرا ما كانوا يذهبون للأطباء . واضاف انه انعكاس ما تجود به الصحراء ظهر في الحيوانات التي تتغذى على أعشاب الصحراء فنجد ان أغنام البرقي بمطروح يعد من أفضل السلالات بمنطقة الوطن العربي ومطلوبة بشدة في الأسواق الخارجية والداخلية، مضيفا ان حليب الابل بمطروح يأتي المرضى لتناوله نظرا لما يحتويه من عناصر غذائية عالية تعالج العديد من الأمراض. وأوضح ان الصحراء تجود بفطر الترفاس أو الفقع وهو الفطر الذي ينمو مع تزايد الأمطار ويدخل في علاج العديد من الأمراض خاصة أمراض العين، كما أن الأسواق التي تبيع ثمرة فطر الترفاس الصحراوية أسواق من نوع خاص لأنه يقبل عليها فقط التجار والعرب وفي أوروبا، حيث يتم تصديره فور استخراجه من الأرض خاصة وأن دول أوروبا يستخدمونه فى بعض العقاقير الطبية بينما يستخدم فى البلاد العربية كمقوى جنسى. واضاف حسين السنيني مدير مديرية الزراعة بمطروح ان النباتات العطرية والطبية لها العديد من الفوائد سواء في دعم الاقتصاد وصناعة منتجات الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل، والأغذية، والمبيدات. وتابع ان من أشهر النباتات الطبية والعطرية بمطروح البردقوش وحشيشة الليمون اللافندر والنعناع السعودي وحصى لبان والنعناع الفلفلي والمرمرية والخردل الأبيض والأسود والحنة والكمون والشعير والكزبرة وحبة البركة والريحان والاستفيا بواحة سيوة بينما توجد بعض النباتات الطبية والعطرية بطريق وادى النطرون – العلمين مثل السكران وهى قريبة من محمية العميد . وتعتمد حقول الشعير على مياه الأمطار وبه نباتات مصاحبة مثل نبات شوق الجبل والزمير والشعير البرى ومنطقة الحواف الصخرية أو الهضبة الصخرية بمنطقة عجيبة هى المركز الرئيسى له وبها غطاء نباتى مميز يشمل النباتات الطبية مثل الزعتر البري والحبق علاوة على منطقة الكثبان الرملية وبها أنواع من البصل المميز و نبات قصب الرمال ونبات اللوتس ونبات الغرقد الشهير الذى ينمو فى الصحراء الشرقية وأيضا تتميز به منطقة الكثبان الرملية بمطروح. وأوضح أنه نظرا لأهمية هذه النباتات الطبية والعطرية فقد وضعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، خطة مشروع قومى للنهوض بزراعات النباتات العطرية والطبية لما لها من العديد من الفوائد واختيرت لهذا المشروع للنهوض بزراعات النباتات العطرية والطبية واحة سيوة بمطروح حيث نفذ مركز بحوث الصحراء الذى يضم باحثين، وخبراء، وعلماء في عدة مجالات محطتين بحثيتين، إحداها بمنطقة تجزرتى والأخرى بمنطقة خميسة، للنهوض بسيوة زراعيا واقتصاديا في مجال النباتات الطبية والعطرية. وأشار إلى أن هذه النباتات تزرع بشكل دوري بعيدا عن الزراعات الموسمية كالتمور والزيتون اللذين تشتهر بهما الواحة لافتا أن هذه الزراعات ذات عائد اقتصادي كبير خاصة وأنها نظيفة، خالية من المبيدات ومصادر التلوث وتدخل في العديد من الصناعات مثل صناعة العطور والأدوية.
