لأنه يعتبر من أفخم الوجبات واغلي الأطباق علي الاطلاق في المطاعم والفنادق الكبري في أوروبا وفي الدول العربية خاصة دول الخليج ويحرص ملوك وامراء العرب علي تناوله وتقديمه لضيوفهم كهدايا ثمينة. فان الاسواق التي تبيع ثمرة فطر الترفاس الصحراوية اسواق من نوع خاص جدا لأنها يقبل عليها فقط التجار والعرب نظرا لانه تحظي برواج هائل في أسواق الخليج حيث يصل ثمن الكيلو الواحد منها إلي300 ريال سعودي. والغريب ان هذه الثرة الصحراوية لها بورصة في أوروبا, والسعر عادة قد يصل الي500 دولار للكيلو جرام, ولذا فان سوق الترفاس في مطروح لا يدخلها عادة المصريون ويعتبر وجود العامة بداخلها نوعا من انواع الفضول غير المرغوب فيه من التجار. يقول الدكتور نعيم مصلحي مدير مركز التنمية المستدامة بمشروع موارد مطروح ان ثمرة الترفاس الصحراوية التي تكاد تكون مجهولة تماما في بلادنا يطلق عليها نبات الرعد او بنت الرعد في سيناء ومعروفة باسم الفقع في السعودية ودول الخليج العربي, كما يطلق عليها ايضا فطر الكمأة وهو نبات فطري يشبه البطاطس في الشكل والحجم وينمو في بادية مطروح محلي الأمطار الغزيرة التي تسقط في شهري اكتوبر ونوفمبر. وينمو هذا الفطر داخل التربة ويتغذي علي نباتات صحراوية اخري ويكون معها معيشة تكافلية مثل نباتات الارجة والعود والزحيف والرقروق وهناك مثل شائع في مطروح يقول فتش عن الارجة تجد الترفاس ونظرا لقلة النباتات العائلة للترفاس مثل الارجة في صحراء مطروح فإن البدو يقطعون مسافات طويلة تبلغ احيانا أكثر من مئات الكيلو مترات داخل عمق الصحراء للبحث عن الترفاس وعادة مايقودون بكميات قليلة منه, ولذا فإنه يباع في مطروح بسعر يتراوح بين70 جنيها و120 للكيلو جراما!! ويضيف احد تجار الترفاس بمطروح انه بالرغم من سقوط امطار غزيزة هذا العام علي صحرائنا الغربية في اكتوبر ونوفمبر فإن انتاج مطروح يعد انتاجا متوسطا, ولذا فان تجار مطروح قد قاموا بجلب الترفاس هذا العام من ليبيا التي شهدت في أكتوبر الماضي امطارا غزيرة أدت إلي ظهور الترفاس بكميات كبيرة خاصة في منطقة الحمادة الحمرة الليبية. وقد اكد الدكتور حسن قطب الخولي الباحث الأول لمشروع الترفاس في أبحاثه التي قام باعدادها منذ اكثر من عشر سنوات ان هذا النبات الفطري يحتل مكان الصدارة علي قمة الاغذية الفاخرة في العالم وهو معروف منذ فجر التاريخ, فقد كان واحدا من اهم الاغذية لملوك الدولة الرومانيه والإغريقية ويعد حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين من أهم الأدلة علي أهمية الترفاس كغذاء ودواء للانسان. والترفاس أنواع منه الابيض الشاهق المعروف باسم الزبيدي ويعد من اغلي الانواع لكونه لينا والرطوبة به مرتفعة وبه نسبة دهون عالية, كما يوجد الترفاس الشهبي ولونه ابيض مائل للرمادي ويوجد ايضا الترفاس الحميري ولونه بني غامق والترفاس الخلاصي ولونه بني فاتح, كما يوجد نوع يسمي ترفاس الطيور لونه اسود محبب, ويعتبر الترفاس الصحراوي من الانواع الممتازة مثل الترفاس الذي ينمو في اوروبا بالغابات والذي تجمع ثماره عن طريق الكلاب المدربة التي تشم رائحته النفاذة المنبعثة من التربة. وأضاف ان الترفاس له قدرة علي شفاء بعض أمراض السرطان ويعتبر ماء الترفاس له تأثير ايجابي علي علاج مرض التراكوما والرمد الحبيبي حيث يمنع حدوث التليف الذي يؤدي إلي حدوث المرض وهذا ما اكده حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم والدراسات التي اجريت علي ماء الترفاس مما يجعله من الاغذية المتكاملة والمتوازنة في محتواها الغذائي, كما ان الترفاس به مركبات كميائية تسمح بتكوين هرمونات الذكورة والانوثة وهذا ما اكده تقرير طبي الماني حول تأثير الترفاس من الناحية الجنسية, وفي فرنسا يستخدم الترفاس للمرض في مرحلة النقاهة كمقو عام وفي علاج بعض الحالات النفسية وهناك دراسات لتصنيع مركبات دوائية من الترفاس للاستفادة من فوائده الكثيرة للإنسان حيث يحتوي علي4,6% دهون و19,17% بروتين و77,59% كربوهيدرات و80,3% ألياف و88,12% ماء ويتفوق الترفاس المصري علي الانواع الموجودة في الدول العربية بجودته وارتفاع نسبة البروتين والدهون والهرمونات به مما يرفع قيمته الغذائية. استزراع الترفاس واكد الدكتور حسن قطب في ابحاثه ان الترفاس يمكن استزراعه بدلا من الاعتماد الكلي علي جمعه من بيئته الطبيعية والتي يتذبذب الانتاج فيها من عام إلي آخر تبعا لكمية الأمطار وموعد سقوطها.