دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى التضامن مع النازحين من سوريا مناشدا ضمائر المتقاتلين على الارض السورية الذين يتسببون بالدمار والقتل والتهجير أن يوقفوا جريمة القتل والتنكيل بالمواطنين الأبرياء وتدمير ما بنته الحضارة وأصبح ملكا للبشرية جمعاء وللتاريخ. ووصف البطريرك في عظته الكنسية الاسبوعية اليوم "الاحد" الاستقواء بالسلاح واستعماله دون رادع الضمير بالجبن بينما الجلوس على طاولة التفاوض وإيجاد الحلول للنزاع بالحوار والوفاق فانه بطولة وكبر في النفس. وناشد مسؤولي الدول التي تحارب في سوريا بمد المال والسلاح والعتاد سواء للنظام أو للمعارضة بالتوقف عن فعلهم السيىء والتحريضي لأنهم يرتكبون هم أنفسهم جريمة القتل والدمار والاعتداء على المواطنين الأبرياء وتهجيرهم ويتحملون المسؤولية أمام محكمة الضمير والتاريخ. كما ناشد الأسرة الدولية ومنظمة الأممالمتحدة ان تعيش الأمانة لمسؤوليتها كمؤسسة من أجل حفظ السلام بين الشعوب وتوطيد عناصره وإنماء علاقات الصداقة فيما بينهم على أساس من مبادىء المساواة والاحترام المتبادل والتعاون المتعدد في قطاعات العيش معا. وأهاب بالفرقاء اللبنانيين التوقف عن المراهنة على النظام أو على المعارضة في سوريا لأنهم برهانهم يعطلون سير الحياة العامة في لبنان ويشلون القرارات الوطنية ومن بينها وضع قانون جديد للانتخابات النيابية ويتسببون بهجرة المواطنين وفقدان الثقة بهم وبالوطن. وطالب الفرقاء بتحمل مسؤولياتهم تجاه الدولة اللبنانية وشعبها وبالقيام بدور إيجابي يدعو إلى حل النزاع في سوريا بالحوار والتفاهم وبسائر الوسائل السلمية. ودعا النازحين من سوريا بحكم واجب التضامن الى حفظ الجميل للدولة اللبنانية وشعبها ومؤسساتها للاستقبال والاهتمام والمبادلة بالاحترام والتقدير بعيدا عن أي موقف هدام للنسيج الاجتماعي أو للعيش معا أو للأمن الأهلي والتزاما بتفعيل ثقافة لبنان القائمة على الانفتاح وحسن الضيافة والوحدة في التنوع. وطالب المسؤولين في الدولة اللبنانية ضبط الحدود وإحصاء النازحين واتخاذ كل التدابير لمنع تسرب السلاح إلى لبنان ولإحباط كل محاولة ممكنة لمؤامرات على أرضه سواء للداخل أو للخارج ولتجنب أي استغلال للنازحين طائفيا أو مذهبيا أو سياسيا والعمل مع الدول المعنية ومنظمة الأممالمتحدة على عدم تحميل لبنان أعدادا من النازحين تفوق قدرته الاجتماعية والاقتصادية ومساحته ومعدل سكانه والعمل على توزيع النازحين على الدول المحيطة وسواها والعمل على استيعاب النازحين في المناطق السورية الآمنة تسهيلا لعودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم وأعمالهم.