تفجيرات البيجر وال «الوكى توكى» وسلسلة اغتيالات إسرائيل لقيادات حماس وحزب الله تبرز ثلاث حقائق للواقع الذى نعيشه. الحقيقة الأولى أنه لا مجال للحروب التقليدية وحدها بل سيادة واضحة للحرب السيبرانية التى تعتمد أساسا على التكنولوجيا المتقدمة والمعلومات. الحقيقة الثانية الفشل الذريع للميليشيات التابعة لدول أو دولة بعينها فهى متغيروليس أساسيا فى اللعبة وهى أقرب لقطع الشطرنج التى يحركها الفاعل الحقيقى حسب مصالحه وقد يلجأ لتحطيمها حال تعارضها مع مصالحه أى «تسليمها تسليم أهالى». الحقيقة الثالثة ضرورة التحسب جيدا للاحتلال البغيض الذى لا يحترم معاهدات ولا عهودا والمستعد لارتكاب أى شىء بغض النظر عن مشروعيته أو قانونيته أو تصنيفه من الناحية الإنسانية والأخلاقية فى سبيل تحقيق أهدافه فى القتل والتدمير. كيان مارق يرتكب جميع الموبقات دون حياء بل وإلقاء الاتهامات جزافا على أطراف فاعلة تبذل كل ما فى وسعها لوقف الحرب فى قطاع غزة وإنهاء الصراع للدخول فى مسار سياسى مستدام للوصول لتسوية عادلة على أساس حل الدولتين. الاحتياط هنا ليس من باب الخوف والرعب ولا محاولات التضخيم من خطورة عملياته الهمجية التى يستهدف بها فى الأساس ضرب الثقة فى النفس وزرع الخوف ليلعب دور «خط المنطقة» بفتح الخاء فهو مثل خط مزيف ينسب لنفسه أفعالا أكبر كثيرا من قدراته وترتكبها أجهزة مخابرات خارجية معروفة تمده يوميا بسيل من المعلومات وعتاد من الأسلحة المتطورة بل وقد تتولى التنفيذ وما خفى أعظم. الجيش المصرى الباسل فى السادس من أكتوبر 1973 حطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر والأيام القادمة ستكشف الكثير من الأسرار والخبايا عن الضالعين فى الاغتيالات وجرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها الكيان الصهيونى على أرض فلسطين ولبنان. المقاومة باقية فالفكرة لا تموت.. نصر الله أهالينا فى فلسطين وحمى الله تعالى مصر وجيشها الباسل وشعبها الأصيل وقيادتها الرشيدة.