أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن لبنان فتح أبوابا واسعة تباعا للاجئين الفلسطينيين وللأسيويين والأفريقيين وللعراقيين واليوم للسوريين ، وقبل التحديات ودفع الثمن الغالي. وطالب البطريرك الراعي،في عظته الكنسية اليوم الأحد،البلدان الأخرى بأن تعمل مثل لبنان ، وألا تقفل أبوابها بوجه النازحين الهاربين من نار الحرب المشردين من بيوتهم والمحرومين من أدنى مقومات العيش ، ولاسيما الأبرياء وخاصة النساء والأولاد والأطفال. واعتبر أن من واجب الدولة اللبنانية اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لكي لا تصبح استضافة النازحين واللاجئين عبوة مؤقتة أمنيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا فيما الواجب الضميري الأساس يقع على كل الذين يغذون الحرب في سوريا من الداخل ومن الخارج ويستصرخهم ليضعوا حدا لها وللتعدي على الاشخاص ويجدوا الحلول السلمية العادلة والشاملة لنزاعهم. وقال إن الكنيسة من جهتها ملتزمة في خدمة هؤلاء جميعا لأي دين انتموا عبر مؤسساتها الاجتماعية وتصب اهتمامها على مساعدة النازحين من سوريا منذ شهر أبريل من العام الماضي وبالتعاون مع أجهزة الدولة والمؤسسات الاجتماعية على تعزيز هذه المساعدة. وشدد على أن البلاد بحاجة إلى أشخاص أحرار ولاسيما على مستوى المسئولين السياسيين والعاملين في القطاع العام لكي ينكبوا على العمل السياسي وممارسة الوظيفة العامة بروح التجرد من المصالح الشخصية والفئوية ومن المكاسب المادية ومن الفساد والرشوة وسرقة المال العام. واعتبر أنه لابد لكل فريق من مكونات المجتمع اللبناني أن يتحرر من حساباته الشخصية والفئوية ومن الهيمنة على غيره وعلى مواقع القرار الوطني ، خصوصا وأن القاعدة التي يضعها الدستور اللبناني في مقدمته تنص على العيش المشترك بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين وبين الطوائف والمناطق والإقرار بلا شرعية لأية سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. وطالب بالتوصل إلى قانون انتخاب يؤمن أفضل تمثيل وعدالة وسلامة لكل الطوائف اللبنانية بحيث يتاح لكل مواطن لبناني أن يمارس حقه في انتخاب من سينوب عنه بحرية ومسئولية ويشعر بأنه يستطيع مساءلة ومحاسبة من ينتخبه فلا يفرض عليه فرضا.