أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة في بلاده ليست داخلية فقط بل داخلية وإقليمية ودولية. وقال في كلمة له اليوم الأحد "إن هناك من يسعى لتقسيم سوريا وآخرين لإضعافها ، وأن سوريا كانت وستظل حرة وهذا ما أزعج الكثير فحاولوا إضعافها لتكون تابعة شأنها شأن الآخرين". وأضاف " لكن هناك دولا مثل روسيا والصين وايران وغيرها تقف مع سوريا حرصا على مبادئها ومصالحها ورفضها للتدخل في الشئون الداخلية للآخرين". وأكد الأسد أن سوريا لن تخرج من محنتها إلا من خلال حراك وطني شامل ينقذ الوطن من براثن هجمة لم يشهد لها مثيلا في تاريخ تلك المنطقة ،وقال "إننا نلتقي اليوم والمعاناة تعم أرض سوريا ولا تبقي مكانا للفرح في أي مكان، وإذا كان كل هذا الألم يخيم كغيمة سوداء على البلاد فان الحالة الوجدانية ليست كافية لتعويض فقدان الأحبة أو عودة الأمن إلى البلاد وتأمين الغذاء والوقود للشعب. وأضاف الأسد أن كل المشاعر والعواطف من ألم وحزن وتحدي وإصرار هي طاقة جبارة لن تخرج سوريا من محنتها إلا بتحويل هذه الطاقة إلى حراك وطني شامل ، وقال " إن هذا الحراك يعد البلسم الوحيد للجروح العميقة التي أصابت أنسجة هذا المجتمع وكادت أن تمزقه وهو الوحيد القادر على إبقاء سوريا جغرافيا وجعلها أقوى سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا". وأكد الرئيس السوري بشار الأسد فى كلمته مسئولية كل مواطن سوري في تقديم شىء لحل الأزمة في البلاد، قائلا "إن الوطن للجميع ندافع عنه جميعا كل بما يستطيع ويملك فالفكرة دفاع والموقف دفاع والبناء دفاع والحفاظ على ممتلكات الشعب دفاع". وحذر الرئيس السوري من عواقب اتخاذ مواقف سلبية تجاه البلاد، قائلا "إن المواقف السلبية ستدفع البلاد إلى الهاوية وعدم المشاركة في الحلول سيؤدي لإعادة الوطن إلى الوراء ولن يقدم شيئا للخروج من الازمة الراهنة في البلاد". وتابع الرئيس السوري يقول "إن أعداء الوطن قتلوا المدنيين والأبرياء ليقتلوا النور في البلاد واغتالوا الكفاءات والعقول ليعمم جهلهم على عقول الشعب السوري وقاموا بتخريب البنية التحتية حتى تتغلغل المعاناة في الحياةالسورية.. كما حرموا الأطفال من الذهاب إلى المدارس ليخربوا مستقبل البلاد ". بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية كلمة للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق اليوم، الأحد وقالت إنهامحاولة بلا معنى للاحتفاظ بالسلطة في بلده الذي مزقته الحرب وحثته على التنحي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان، إن كلمة الأسد "محاولة أخرى من النظام للتشبث بالسلطة ولا تفعل شيئًا للتعجيل بهدف الشعب السوري في حدوث انتقال سياسي". وأضافت "مبادرته منفصلة عن الواقع وتقوض جهود المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي ولن تجدي سوى السماح للنظام بمزيد من ادامة قمعه الدموي للشعب السوري" وكررت دعوات الولاياتالمتحدة منذ وقت طويل للأسد بالتنحي.