* أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والعشرين عاما يعملون 10 ساعات يوميا فى مقابل 8 دولارات * العديد من أسر اللاجئين تعتمد على أطفالهم لتوفير دخل للأسرة * 2.7 مليون طفل سورى خارج المدارس فى الوقت الحالى وفقا لمنظمة اليونيسيف قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أطفال سوريا الذين فروا من النزاع الدائر فى بلادهم إلى لبنان اضطروا لدخول سوق العمل مما جعلهم يكبرون قبل الأوان. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الأطفال السوريين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات وعشرون عاما يحصلون على 8 دولارات يوميا مقابل العمل 10 ساعات، فى حقول وادى البقاع فى لبنان، وهى منطقة زراعية نائية تجاور الحدود السورية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن آلاف الأطفال السوريين أصبحوا عمالا بالمزارع وحقول الخضروات والمخازن، لافتة إلى أن العوز والبؤس الناتج عن نزوحهم إلى لبنان أجبرهم على الانضمام إلى القوى العاملة فى البلاد، حيث يعانون من سوء المعاملة ويتعرضون للاستغلال، مشيرة إلى أن العديديون منهم لا يذهبون إلى المدارس من أجل مساعدة أسرهم. وقالت الجارديان إن ظاهرة أطفال الشوارع أضحت معلما أساسيا فى بيروت، حيث ينادى بعضهم على بضاعته وبعضهم الآخر يتسول وبعضهم يبيع الزهور ليلا لرواد البارات، معرضين أنفسهم لخطر الضرب والسب المتكرر، فيما يتحول بعضهم إلى العمل بالبغاء وهى الوظيفة الأعلى الأجرا بين الأطفال المحليين،ولكن فى البقاع، تحول عدد كبير من الأطفال للعمل بالقطاع الزراعى، وهو ما يعتبره الخبراء جيل ضائع، خاصة مع ما فاتهم من سنوات التعليم بسبب الكارثة المستمرة فى سوريا. وقالت الصحيفة البريطانية إن النساء والأطفال يمثلون 80 % من اللاجئين السوريين فى لبنان، مضيفة أن ما يقرب من نصفهم تعرض للتشريد أكثر من مرة داخل سوريا، مما جعلهم يصلون لبنان وهم فى حالة من الفقر والعوز. أضافت أن حوالى مليونى طفل سورى حاولوا الهرب من الحرب إلى خارج بلدهم، فيما يوجد نحو 2.7 مليون طفل سورى خارج المدارس، وذلك وفقا لتقرير مشترك حول عمالة الأطفال صدر مؤخرا من منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسيف. وأشارت الجارديان إلى أن ما يقرب من نصف أسر اللاجئين السوريين فى الأردن يقولون إنهم يعتمدون جزئيا أو كليا على دخل الأطفال، وذلك بالرغم من أن المشاكل الصحية للأطفال تتزايد مخاطرها، حيث يقول التقرير إن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يمارسون العمل فى مخيم الزعترى للاجئين بالأردن يعانون من حالة صحية سيئة، فيما تبلغ نسبة الأمية بين الأطفال العاملين فى وادى البقاع حوالى 36 % . وقال روجر هيرن ، مدير منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا فى منظمة إنقاذ الطفولة، إن أزمة سوريا خفضت بشكل كبير فرص الأسر فى كسب العيش، وأدت إلى إفقار الملايين غيرهم فى المنطقة مما أدى إلى وصول عمالة الأطفال لمستويات حرجة. وأضاف هيرن:" يتعرض العديد من الأطفال إلى المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية السامة، والأحمال الثقيلة وساعات العمل المرهقة ...الأطفال فى سوريا يدفعون ثمنا باهظا لفشل العالم فى وضع حد للنزاع". وقالت الصحيفة البريطانية إن العديد من اللاجئين السوريين دخلوا سوق العمل فى لبنان لافتة إلى أن غالبية اللاجئين هم من النساء والأطفال، بينما العديد من الرجال غير قادرين على العمل بسبب إما عجزهم عن ذلك أو بموجب القانون، الذى يعاقبهم بغرامات كبيرة فى حال عملهم. وقالت الصحيفة البريطانية إن الحكومة اللبنانية، كانت منزعجة من بناء مساكن لللاجئين، خاصة أن البلاد تتسم بتوازن طائفى، يخشى معه غلبة المدنيين السنة الفارين من سوريا، هذا فضلا عن ان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التى بينت فى فترة الأربعينيات والخمسينيات بعد قيام إسرائيل، لا تزال موطنا لأكثر من 400 ألف فلسطينى لعبوا دورا فى الحرب الأهلية التى عانت منها البلاد لمدة 15 عاما.