قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إنه قبل أن تندلع حرب سوريا كان جميع أطفال البلاد يذهبون إلى المدارس، ولكن حاليا أصبحوا يحملون السلاح ويبيعون الوقود ويحصدون المحاصيل الزراعية ويعلمون في المخابز ويصلحون الأحذية. وتضيف الصحيفة أن العديد من هؤلاء الأطفال يعاونون أسرهم، وهناك 2.7 مليون منهم لم يعودوا يتلقوا التعليم، وفقا لتقرير صدر يوم الخميس عن منظمة أنقذوا الأطفال التابعة للأمم المتحدة، حيث يقول "روغر هيرن" مدير المنظمة في الشرق الأوسط وأورواسيا :" لقد خفضت الحرب من فرص الطفولة لدى العائلات وأفقرت ملايين البيوت في المنطقة، ومع اليأس المتزايد الذي تشعر به هذه العائلات، فإن الأطفال يعملون بصورة رئيسية من أجل الحفاظ على بقائهم". وتشير الصحيفة إلى أنه كانت عمالة الأطفال حقيقة يومية في سوريا قبل اندلاع الأزمة في عام 2011، ولكن الوضع الإنساني تفاقم بعد ذلك، حيث يساهم الأطفال في دخل أكثر من ثلاثة أرباع البيوت التي شملها المسح في سوريا، وفقا للباحثين. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن نصف العائلات اللاجئة في الأردن المجاورة تحصل أموالها عن طريق الأطفال، ويعمل هؤلاء الأولاد والبنات في الغالب ساعات طويلة في ظروف خطيرة مقابل مبالغ مالية ضئيلة. وتلفت الصحيفة إلى أن آلاف الأطفال بعضهم لا يتجاوز عمره 7 سنوات يحصلون على أقل من 2 دولار في اليوم في حصد ثمار البطاطا في سهل البقاع في لبنان، أما أولئك الذين يعملون في المحال التجارية والمطاعم في الأردن يحصلون على ما بين 4 إلى 7 دولار في اليوم، في حين ربما يدفع للأطفال الذين يعملون مساعدين لمصحلي الأحذية في تركيا 7 دولار في الأسبوع. ومن جانبه، يقول "بيتر سلامة" مدير اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا :" إنهم يحملون أوزان ثقيلة، ويتعرضون للمبيدات الحشرية والمواد السامة ويعملون لساعات طويلة، هذه بعض مخاطر العمل التي يواجهها الأطفال كل يوم في جميع أنحاء المنطقة". وتضيف الصحيفة ان الأطفال الذين يعملون في سوريا يتعرضون لمخاطر كثيرة، خاصة أولئك الذين يشاركون في تهريب البضائع عبر الحدود أو يجمعون ويبيعون النفط، كما يقول عمال الإغاثة، ويشمل أسوأ أشكال استغلال الأطفال التي ذكرت في التقرير تجنيدهم كمقاتلين. وتشير الصحيفة إلى أنه انضم بعض الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات إلى الجماعات المسلحة الكثيرة في سوريا، كما وجدت الأممالمتحدة، وهم يعملون في مجموعة متنوعة من الأدوار القتالية، بما في ذلك مداواة الجرحى وتصوير المعارك لأغراض دعائية، حتى إن بعضهم يُستخدمون في التفجيرات الانتحارية. وتوضح الصحيفة أن الحاجة إلى تحصيل لقمة العيش من بين أهم الأسباب التي تم الإشارة إليها لانسحاب الأطفال من المدارس، وأهم ما يخشى منه هو أن تخلق الحرب جيلا ضائعا، واقتبس التقرير قول لاجئة في الأردن تبلغ 12 عاما :" أشعر بأني مسئولة عن أسرتي، أنا أشعر أني لا زلت طفلة وأحب أن أعود إلى المدرسة، ولكن خياري الوحيد هو العمل بجد من أجل توفير الطعام لأسرتي".