تتنامى في المدن التي يقطنها اللاجئين السوريين وبشكل ملحوظ عدد عمالة الأطفال، حيث قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الطفل "كريم" من سوريا لم يذهب إلى المدرسة لأكثر من عامين، وبدلا من ذلك عمل في تقطيع الخشب لمساعدة عائلته على العيش، حيث أوضح الطفل البالغ من العمر 11 عاما:" لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة لأن عائلتي تحتاج إلى الطعام، وبدلا من ذلك أعمل أنا وأخي مع والدي". وتضيف الصحيفة أن كريم يعيش في مخيم في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية، حيث أكد العاملون في مجال حقوق الإنسان معاناة السوريين في هذه المنطقة بشكل كبير. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه في لبنان المجاورة، يوجد مخيم مؤقت في المناطق الزراعية النائية قرب وادي البقاع، والذي ليس بعيدا عن مدينة زحلة، يوجد صبي آخر يعمل في تقطيع الأخشاب حتى يتمكن من إعالة جدته، وقد أوضح أبو محمد، ناظر المخيم، أنه خلال موسم الحصاد يأتي الكثير من الفتيان والفتايات من المخيم للعمل في المزارع المجاورة، بأقل من 1.30 دولار في اليوم. وتوضح الصحيفة أن 70 طفل من أصل 300 يذهبون إلى المدارس المجاورة التي تديرها الوكالة الأنسانية المحلية. وتشير "جارديان" إلى كريم من مدينة حماة، متواجد في وادي البقاع، وهو واحد من 2.8 مليون طفل سوري لا يذهبون إلى المدرسة، فقد ضاعت طفولتهم وشاببهم بين الصراع والتميز والتهجير، وبدلا من التعليم يكدحون في الحقول. وتؤكد الصحيفة أن معدلات الالتحاق بالمدارس في سوريا تراجعت بنسبة 50%، فقبل الحرب كان تقريبا يذهب كافة الأطفال السوريين إلى المدارس، وفقا لتقير جديد صادر عن جمعية انقاذ الاطفال. وتضيف الصحيفة أن مدينة مثل حلب والتي دمرتها الحرب، أكثر من مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، وأربعة من كل خمسة طفل لاجئ في لبنان، لا يستطيعون الوصول إلى المدرسة، أولئك في الغالب يلتحقون بالمدارس العامة اللبنانبة أو الدراسة في الخيام المؤقتة التي تنتشر في وادي البقاع، والعديد منهم يعملون في الحقول لكسب المال لأسرهم. وتوضح الصحيفة أن ربع المدارس السورية قد دمرت، أو تقطنها الأسر النازحة، أو يتم استخدامها لأغراض عسكرية. وتلفت الصحيفة البريطانية إلى تحذير الخبراء ومسؤولون في مجال حقوق الإنسان من جيل ضائع سوري غير متعلم، حيث بعد فترة قصيرة من الحرب السورية خرج الكثير منهم من المدارس. وترى الصحيفة أنه من المرجح أن تكون نسبة الأطفال السوريين الأعلى بين الغير متعلمين، كما أن نسبة الأطفال الذين لم يكملوا المرحلة الابتدائية تجاوزت نسبة 32%، أما المراحل الثانوية والجامعات فقد تجاوزت 56%. يؤكد التقرير أن تزويد الطلاب بالتعليم خلال الحرب يساعدهم على تجنب عمالة الأطفال والزواج المبكر والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة، كما تساهم في مرونتهم العقلية، وتضيف الصحيفة أن الجمعيات الخيرية تحث المجتمع الدولي على تقديم نحو 22 مليون دولار كمساعدات للتعليم في سوريا.