مصطفى اللباد: تجسيد الرسول لا يجوز من الناحية الشرعية أبوبركة: مصر لا تستطيع اتخاذ أي إجراء قانوني يصادر حق الدراما الإيرانية ناجح إبراهيم: إيران لها مطلق الحرية في أن تجسد شخصية الرسول جمال أسعد: تجسيد شخصية نبيّ الإسلام سيؤثر سلبًا على العلاقات المصرية الإيرانية رفعت سيد أحمد: إنتاج إيران عملاً سينمائيًا يجسد "الرسول" أمر ديني ولا يجب إقحام السياسة فيه أثار خبر قيام إيران بعمل فيلم ديني يجسد شخصية الرسول "محمد" "ص" الكثير من ردود الأفعال في الدول العربية والإسلامية، خاصة في مصر، ففي الوقت الذي تغازل فيه العلاقات المصرية الإيرانية بعضها البعض بعد انقطاع استمر لسنوات طويلة، وبعد طرح النقاش حول مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية على مدار عام كامل بين الحين والآخر، تأتي الدراما الإيرانية لتعلن أنها قد تقف في وجه هذه العلاقات من خلال تجسيد شخصية نبيّ الإسلام "محمد" في دراما متعددة الأجزاء على غرار مسلسل "يوسف الصديق" الذي قدمته منذ أكثر من عام. أكد الدكتور مصطفي اللباد، رئيس تحرير مجلة شرق نامة المتخصصة في الشئون الإيرانية أن عرض الفيلم الإيراني الذي يجسد شخصية الرسول العظيم صلي الله علية وسلم هو أمر لا يجوز من الناحية الشرعية وأن علماء الأمة هم وحدهم الذين يتصدون لهذا الشأن. وأوضح في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن عرض مثل تلك الأفلام من شأنه أن يثير الأزمات بين الدول الإسلامية وبين إيران، مشيرًا إلي أن العلاقة بين مصر وإيران علاقة متوترة وعرض هذا الفيلم سيزيد من تأزم تلك العلاقات. ونفى أن يكون لديه معلومات أكيدة بشأن ذلك الفيلم الذي أثير حوله الكثير من الشبهات، مطالبًا بالرجوع إلي القنصلية الإيرانية في مصر للتأكد من صحة هذا الكلام من عدمه. وأكّد الدكتور أحمد أبوبركة، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، أن مصر لا تستطيع اتخاذ أي إجراء قانوني يصادر حق الدراما الإيرانية في إخراج عمل فني يجسد شخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، حتى وإن كنا لا نقبل هذا التجسيد وبرغم رفض مؤسسة الأزهر. وقال إن التدخل في هذا الشأن لا تسمح به حدود القانون الداخلي لدولة إيران وحتى القانون العالمي لا يسمح بهذا لما فيه من تدخل في شئون دولة أخرى. واستنكر أبوبركة اختزال إيران "الدولة" في المؤسسة الفنية التي قد تقدم على مثل هذا العمل، مؤكّدًا أن هذا تعميم مُخلّ بالحقيقة، وأنه لا يجوز اختزال علاقات الدول وتعليقها على أعمال فنيّة، ليس بالضرورة أن تكون الدولة هى التي وجّهتها. وقال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية، إن إيران لها مطلق الحرية في أن تجسد شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما أن لنا مطلق الحرية في أن نرفض ذلك، وكل منا يعمل بحسب الرأي الفقهي الذي يأخذ به، منوهًا بأن الآراء الفقهية ليس من شأنها أن تؤثر على علاقات الدولتين حال أن يكون هناك علاقات. وأضاف إبراهيم ل"صدى البلد"، أن تجسيد الأنبياء مسألة فقهية حديثة مختلف عليها، ولم تُطرح على الفُقهاء الأوائل، وعندما تم طرحها منذ سنوات رفضها فقهاء السنة لأسباب، وفي المقابل رأى فقهاء الشيعة أن هذا التجسيد محمود جداً لاسيّما أنه سيقدم قصص الأنبياء بطريقة حسنة. ولفت إلى أنه يظنّ أن المنادين بتجسيد سيدنا محمد في إيران يريدون تكريمه، لا الإساءة إليه، موضحًا أنه و برغم اعتراضه على فكرة تجسيد الأنبياء، فإنه شاهد التجربة الإيرانية في دراما "يوسف الصديق" وكيف تم تقديمها بشكل راقٍ لم يمس النبي يوسف بسوء ونالت إعجابه كثيرًا وظنّ بها أنها أفادت الكثير. وأكّد أن الدراما الصالحة النقيّة أفضل وسيلة للدعوة إلى الله، وأنها وسيلة لتعرّيف الأمم المختلفة أشياء عن الإسلام لم يكونوا يعلموها، خاصة أنه تتم ترجمتها إلى أكثر من 7 لغات، مشيرًا إلى فيلم "الرسالة" الذي عرضه التليفزيون المصري بعد رفضه 10 أعوام. وأكّد أن من يثور بسبب هذه الأعمال فهو لا شكّ انسان ضيّق الأفُق. وفي سياق متصل، أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، أن إنتاج إيران عملا سينمائيا يجسد شخصية الرسول هو أمر ديني تماما ولايجب إقحام السياسة فيه. وأوضح ل"صدى البلد"، أن هناك عددًا من علماء الدين أكدوا أنه يجوز من الناحية الشرعية تجسيد شخصيات الأنبياء في أعمال فنية، ولكن الأغلبية من العلماء أكدوا أنه لايجوز على الإطلاق تجسيد شخصيات المرسلين في أفلام ومسلسلات. وأشار مدير مركز يافا إلى أنه لايجوز للرأي السياسي أن يتدخل في تلك القضية لأنه يجب أن يبنى على أساس فقهي وديني لذلك من الأولى الرجوع إلى علماء الدين أفضل من السياسيين. وأكّد الدكتور جمال أسعد، المُفكّر المصري القبطي، أن تجسيد شخصية نبيّ الإسلام "محمد" سيؤثر سلباً على العلاقات المصرية الإيرانية، وإن كانت هناك نيّة لإصلاحها فستتأخر بداية هذا الإصلاح حتماً. وصرّح ل"صدى البلد" بأن تجسيد النبي محمد سيجعل إيران هى الأخرى مساهمة في حالة السكون الذي تلتزمه الحكومات المصرية المؤقتة والمجلس العسكري، حيث لم يتخذوا حتى الآن أي خطوة إيجابية بشأن العلاقات المصرية الإيرانية وكأنها ملتزمة بالأوامر الأمريكية التي تصب في صالح الكيان الصهيوني. وأوضح أسعد أن تجسيد الأنبياء وارد بحسب المعتقد الشيعي، ولكنه مرفوض في المعتقد السنّي، وإنتاج مسلسل كهذا سيعمل على تضخم المشكلة وتراكمها ضمن كثير من المشكلات بين السنّة والشيعة على مستوى العالم الإسلامي، لأن هذا التجسيد فيه تحد للعقيدة السنية كما أنها ستكون السابقة الأولى التي يتبعها الخوف والقلق من تكرارها.