خبير اقتصادى: خروج اليونان من منطقة اليورو يهدد الاتحاد الأوروبي بالانفراط أثار فوز حزب "سيريزا" اليساري المعارض لسياسة التقشف التي اتبعتها الحكومة اليونانية، والمطالب بإعادة هيكلة الديون وإعادة التفاوض حول شروط القروض، حالة من التخبط حول مستقبل الاتحاد الأوروبي ودعمه لليونان، الذي يهددها بالخروج من منطقة اليورو، بعد أن طالب الحزب بإلغاء قدر كبير من ديون اليونان ووقف سياسات التقشف، بعد أن وعد ناخبيه بأن سياسات التقشف، أصبحت جزءا من الماضي. ووعد زعيم حزب "سيريزا"، اليكسيس تسيبراس، بإعادة النظر في العلاقات مع الناتو، والعمل على إلغاء نصف ديون اليونان، وتمديد فترة تسديد النصف الآخر، والخروج من الاتحاد الأوروبي، وتعهد بأنه في حالة رفض الاتحاد الأوروبي لهذه المطالب، فسيدرس مسألة الخروج من منطقة اليورو. قال هاني الحسيني، الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع، إن احتمالات خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي وتخليها عن العملة، سيثير أزمة كبيرة لمنطقة اليورو؛ بسبب اختلاف نظام العملة الموحدة الذي سيؤدي إلي انهيار اليورو، خاصة إذا فاز حزب "بيدموس" الإسباني المعارض الذي حصل علي أعلي استطلاعات رأي بالفوز في الانتخابات المقبلة في إسبانيا، وطالب بمثل ما حدث مع اليونان. وأضاف "الحسيني" ل"البديل" أن الاتحاد الأوروبي سيتعرض لخفض إجباري في قيمة عملة اليورو، وسيضع البنك المركزي الأوربي في مأزق مالي، كما سيترتب علي ذلك أزمات سياسية واقتصادية، مشيراً إلي ضرورة إعادة هيكلة التعامل باليورو أو الردوخ لمطالب اليونان. من جانبه، أوضح حمدي الجمل، الخبير الاقتصادي ورئيس القسم الاقتصادي بالأهرام العربي، أن اليونان قلب أوروبا النابض، وخروجها من منطقة اليورو يعني تهديد كامل للاتحاد الأوروبي، وبالطبع لن يتفكك الاتحاد فوراً، لكن سيدفع الكثير من الدول للخروج منه، خاصة إسبانيا والبرتغال، مشيراً إلي أن الصراع الآن بين ألمانيا واليونان، وستنجح اليونان في فرض شروطها علي الاتحاد الأوروبي. وأكد "الجمل" أن الاتحاد الأوروبي إذا خسر اليونان، سيخسر الكثير؛ لأنها الممر الآمن علي البحر المتوسط بشكل كبير، ومستقبلها الاقتصادي مطمئن، ولم يحدث لها مشاكل كبري بسبب البعد عن الاتحاد الأوروبي الذي سيعاني كثيراً ولن ينجح في الاستمرار بعد خروج اليونان منه، موضحاً أن اليورو سيخسر كثيراً وسيهبط سعره أمام الدولار بشكل كبير. وأشار إلي أن العالم مقبل علي نظام جديد ربما يكون به روسيا والصين ومصر وبعض دول الخليج، وربما تدخل اليونان في تحالف مع مصر وقبرص فيما يتعلق بالغاز والبترول، لافتا إلى أن هذه سيناريوهات متوقعة، بعد حدوث الصدمة الكبري للاتحاد الأوروبي، وسيفشل التحالف الغربي الأمريكي بعد انفراط الاتحاد الأوروبي وبحث اليونان عن حلفاء آخرين.